مقابلة جريدة الجزيرة

الكاتب الصحفي عبدالعزيز السويد يقول
متابعتي للصحافة الرياضية تقتصر على العناوين

إعداد – سامي اليوسف
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا الزميل عبدالعزيز السويد.. الكاتب الصحافي بجريدة الحياة.. فماذا قال..
* عندما طلبت منك أن تحل ضيفاً على ( السلطة الرابعة) وافقت، وقلت (على الرغم من أن علاقتي بالوسط الرياضي أصابها التآكل).. لماذا تآكلت هذه العلاقة؟ وكيف تنظر للرياضة وكرة القدم السعودية على وجه التحديد؟.
– سبب التآكل هو توسع الاهتمامات، فكانت الأولوية للأهم فالمهم ثم الأقل أهمية، فكان ولابد أن يتراجع الاهتمام (بما يدور في الوسط الرياضي)، والرياضة في السعودية هي كرة القدم، شئنا أم أبينا، ولعل في هذا إجابة على الشق الأخير من سؤالك.

* عندما خسر منتخبنا وتعرض لهزة ثمانية ألمانيا ثم أوكرانيا خرجت الأقلام غير الرياضية، من كتاب الاقتصاد والاجتماع يحللون وينظرون ويهاجمون كل شيء في الرياضة السعودية، وعندما أبدع الأخضر الشاب وتألق في كاس آسيا الأخيرة اختفى هؤلاء جميعا ولم يشيروا مجرد إشارة في كتاباتهم للأخضر، وأنت أحدهم، لماذا أستاذ عبدالعزيز؟.. نحتاج إلى إجابة توضيحية.
– ثمانية ألمانيا كانت تاريخية ومحرجة أمام العالم أجمع، فكان لابد أن تحرك كل قلم حي فيه نبض لهذه الأرض، سواء كان رياضيا أم غير رياضي (على قولتك)، أما شباب الأخضر في كأس أسيا الأخيرة فقد أخفقوا في المباراة الختامية أمام شباب في سنهم، ويعيشون أوضاعا سيئة يعلمها الجميع لا تقارن على الإطلاق بأوضاعهم ولم يجهزوا مثل تجهيزهم ولم يوفر لهم ما وفر للأخضر، الخسارة لم تكن بالنتيجة وحدها بل بالمستوى، يمكن للجمهور) حتى غير الرياضي)! أن يتقبل الخسارة إذا كان المستوى مشرفا، ثم أن الكتابة عن شأن ما ليست فرض عين على الكاتب بحيث يسأل (تاريخيا) لماذا لم تكتب عن ذاك الحدث؟ الكاتب يجتهد في البحث عما يعبر عن هموم وقضايا يعايشها مع قراءه والوسط المتفاعل معه كلما أمكنه ذلك، ولو بحثت تاريخيا لوجدت تفاعلا مع إحداث رياضية في حينها.

* هل تؤمن بالتخصص في كتابة العمود الصحفي، بمعنى أن نصنف كتابنا إلى كاتب رياضي، وآخرون اجتماعي واقتصادي وسياسي، بحيث لا يقرب ولا يتعدى أي كاتب حدود تخصص الآخر؟.
– المهم أن يكتب الكاتب في شأن (يبخصه)، أي يلم بتفاصيله ويأتي بجديد إما من حيث الأسلوب أو الفكرة إذا استطاع الجمع فهو غاية للكاتب، وأن تكون الكتابة صادرة عن هم عام، لا يتداخل معها الشخصي، وهو المنتشر للأسف في الصحافة الرياضية… وغيرها من (الصحافات) في مسألة التخصص للكاتب الحق في أن يستعين بخبير في (شأن ما) هو لا يعرف خفاياه، مثلا يرجع إلى مختص في الكيمياء إذا كان الموضوع عنها أو يتناولها، ومثلها الاقتصاد والاجتماع وكذلك الرياضة، هذا الأسلوب يضيف للكاتب ولا يقلل من قيمته بل يزيد من تألقه.

* البعض يلحظ عليك في مشوارك الصحافي مع الكتابة، كثرة وتعدد انتقالاتك في فترات زمنية متقاربة.. ما الأسباب؟.
– يبحث الكاتب عن فضاء أرحب وأطيب، أحيانا لا تتحمل المطبوعة ما يكتبه الكاتب أو لا تتحمله هو بشخصه، وأحيانا لا يستطيع الكاتب أن يتكيف مع أوضاع يرى أنها تحد من حريته أو ربما تمس كرامته المهنية، والانتقال في تقديري دليل الحيوية والفترات التي ذكرتها هي سنوات وعكس التنقل.. الجمود والقعود (مكانك سر)، وله ثمن كبير لا يتمكن من دفعه أمثالي ولو بالتقسيط.

* تتحول الكتابة اليومية إلى آلة أشبه بالغول أو الوحش الذي لا يرحم، مما يضطر الكاتب إلى كتابة أي فكرة في أي موقف في أي يوم.. هل مررت بهذه التجربة التي شعرت فيها بأنك لا تقدم جديدا لقارئك؟ وكيف يتغلب الكاتب اليومي برأيك على آلة الكتابة اليومية المضنية؟
– دعني أبدأ بالإجابة من الأخر، الكاتب اليومي يجب أن يقرأ ويطلع ويشاهد ويوسع دائرة المتابعة بشكل يومي، ومن الواجب عليه أن يعطي هموم مجتمعه ورسائل القراء وتفاعلهم معه الأهمية القصوى، حتى على حساب رغباته الكتابية، وكتابة المقالات ليست (حصة تعبير)، ولا بوح للخواطر، للإنشاء مواقع أخرى، وإذا وجد الكاتب أن لا فكرة لديه تستحق فعليه أن يتوقف، ولو مؤقتا وليس في ذلك عيب أو حرج، لأن الأصل في الكتابة هو احترام القراء وعقولهم. أما عن تجربتي من السؤال فإني أشعر أحيانا بعدم التجديد في الطرح وأكتشف أن سبب ذلك هي أوضاع كثيرة يتطرق لها الكاتب ولا تتحسن بل هي تتجدد وتترسخ وتزداد عمقا كل عام، فيكتب عنها الكاتب ويشعر أنه يكرر نفسه، هنا يطرح سؤالا عن الجدوى خصوصا وأن الكتابة، والحمد لله تعالى لم تتحول إلى مهنة (الله يغنينا عنها وإياكم أجمعين).

* هل تتابع الصحافة الرياضية؟ ولمن تقرأ فيها؟
– مع احترامي لجميع الأقلام الرياضية، (كان زمان)، الآن أكتفى بقراءة عناوين الصفحات، وهذا لن يضيرهم في شيء.

* متى آخر مرة فيها حضرت مباراة على الطبيعة في ملاعبنا؟ وهل تحرص على حضور المباريات أو تشجع أبناءك على حضورها في المدرجات ؟ ولماذا؟.
– متى؟..لم أعد أتذكر! أعتقد أن التلفزيون أفضل من الحضور حتى وإن أزعجك هذا، ومن الطرافة أن آخر مباراة حضرتها كان سبب الحضور غير متابعة المباراة، حيث أخبرني أصدقائي عن مشجع (فاكهة)، سواء بطريقة لباسه أو تصرفاته وتعليقاته، حيث كان يقوم بدور المدرب والمعلق وهو واقف بالبشت في الدرجة الثانية وينخرط بتوجيه اللاعبين بصوت عال، فكان أن حضرت واستمتعت غاية المتعة.

* كيف برأيك نجذب مزيدا من المشجعين للدوري السعودي؟
– اقترح عليكم التفكير في جذبهم من الشوارع أولا، فهذا من إماطة الأذى وهو صدقة.

* يعتقد الكاتب عبدالله بن بخيت أن (الدنبوشي) مرهون بالجهل، ولكنه يظن أنه مازال موجودا في ملاعبنا .. هل تشاطره هذا الظن؟.
– العلم عند الله تعالى عن استخدام الدنبوشي في الملاعب السعودية، أما أن الجهل هو السبب للاستخدام إن تم فهذه حقيقة، والوسط الرياضي هو أكبر الأوساط تناقلا للشائعات، وهو ميدان رحب للحروب النفسية المتبادلة بين أطراف الوسط الرياضي، والدنبوشي أحد أسلحة تلك الحرب، ولم أرى شيئا بعيني ولكني سمعت عن قنوات (الطشوت) جمع طشت أو طست، حتى أنني توقعت أن الأغنية المصرية التي تقول (الطشت قلي)، كانت عن طشت دنبوشي يتحدث، وبحكم علاقة الزميل عبدالله بخيت بالجن، حيث كتب أكثر من حلقة لطاش ما طاش عنهم ربما يثبت لنا حقيقة استخدام الدنبوشي محليا بالبراهين.

* كثير من المثقفين وكتاب الرأي الاجتماعي يتبرؤون من الرياضة وكأنها تهمة أو وصمة عار في جبين الكتابة، بل أن البعض الآخر يتجاهلها عمدا وينظر نحوها بشيء من الدونية.. هل هذا من كماليات المثقف أو ليقال عن صاحبها بأنه كاتب اجتماعي أو مثقف بارز؟.
– أعتقد أن الذي يتبرأ هو في الواقع يتبرأ من صورة سلبية ترسخت عن الوسط الرياضي، سواء كانت في النادي أو الصحافة، وليس عن الرياضة كما يتصورها، ولا يجب أن يزعج هذا الأخوة في الصحافة الرياضية فالسوق لازال في نسبته الأعم لهم.

* لو خيرت برئاسة واحد من هذه الأندية: الهلال، الاتحاد، الأهلي أو النصر .. فأي منها ستختار؟ ولماذا؟.
– سأتنازل عنها جميعا، أما سبب خياري هذا فهو أن تلك الرئاسة تتطلب رئيسا (مقرشا) أو نحوه، حتى يتمكن من الصرف على خلق الله، وأنا ليس لدي شركة اتصال ولا شركة استقبال اتصالات، ليتوفر فائض للصرف.

* يقول الكاتب الصحافي صالح الشيحي ( يوجد بعض المسؤولين في أكثر من لجنة أو جمعية أو مؤسسة! .. وهو ما ينعكس سلبا على جميع هذه اللجان والجمعيات والمؤسسات .. فنحن في نهاية المطاف أمام إنسان .. ولسنا أمام سوبرمان). هل هذا الأمر واقع في مجتمعنا؟ وإلى أي مدى توافقه؟.
– هو الواقع بعينه (منذ مبطي)، وهو يتجاوز اللجان والجمعيات والمؤسسات إلى الشركات المساهمة الضخمة التي تمتلك الدولة فيها حصصا مهمة، تجد أن من يمثلها فيها لديه أكثر من شغله وعضوية أو رئاسة مجلس إدارة شركة أخرى، وكل واحدة منها تحتاج إلى تفرغ تام.

* يقول الروائي السعودي تركي الحمد ( إن التعصب انتقل إلى المجال الرياضي، فأصبح الموقف من الرياضة موقفاً غير رياضي وهنا التناقض).. هل توافقه الرأي؟.
– الدكتور تركي الحمد يشير إلى الرياضة بمفهومها العام، حسب فهمي من تلك العبارة التي أوردتها، بمعنى أن تكون رياضيا، فتتمتع بالروح الرياضية، التي قيل ويقال أنك إذا تمتعت بها وصارت من صفاتك فإنك تبتسم عن الخسارة وتتواضع عند النصر وهو ما لا تشاهده على أرض الواقع، إلا أن لي رأي مخالف في انتقال التعصب إلى المجال الرياضي، أعتقد أن التعصب الذي نشأ في مجتمعنا كان للوسط الرياضي دور فيه، وأقصد به المفهوم العام للتعصب، أي التحيز لفئة أو فكرة أو لون واعتبارها جزءا من كينونتك، وكل من خالفها هو خصمك وأقل منك، ويجب نبذه والحذر منه.

* يصف المحلل والكاتب الاقتصادي راشد الفوزان عبر (السلطة الرابعة) اللاعب السعودي بأنه عبثي، عشوائي، مهمل، غير جاد قليل الثقافة, ويعشق السهر والمعسل.. إلى أي مدى توافقه في وصف ؟.
– ما شهدنا إلا بما علمنا، وأنا لا علم لي بذلك، فلم أخالط مثل أولئك اللاعبين، واللاعب..في الأصل فتى ناشي يحتاج إلى تهيئة ورعاية وتعليم وإدارة، وقبل أن يتهم بكل ذلك لابد من العودة لمن أستقطبه وهيأه ودربه وأشرف على حركاته وسكناته. في كل الأحوال التعميم خطأ وفيه ظلم وإجحاف..حتى لو قدم عنوانا للصحفي.

* يؤكد عبدالله العجلان الكاتب الرياضي في (الجزيرة) في إحصائية قام بها أن هنالك 125 صفحة رياضية على الأقل تطبع يوميا في صحفنا السعودية المختلفة .. هل هذا الرقم يعد ظاهرة صحية أم سلبية ؟ ولماذا؟
– من جانب هو ظاهرة صحية، دعهم يعملون وتتوفر فرص لهم لإبداء الرأي وطرح الأفكار ومجال للدخول إلى عالم الصحافة، والتنافس على القراء، الجانب السلبي من الناحية المهنية هو أن الصحافة الرياضية في الغالب..هي الأقل رقابة ودقة، ففيها من المسموح ما ليس في غيرها، فإذا حاول الصحفي الرياضي الخروج إلى مجالات أخرى وجد صعوبة وضعف في القدرات.

* ما رأيك بالمنتخب السعودي الحالي من وجهة نظرك ؟ ولماذا خسر النهائي أمام العراق؟.
– ملاحظة مشاهد عادي جدا، لاحظت أنه بعد مباراة اليابان كان هناك تمجيدا إعلاميا كبيرا، وربما يكون لهذا دور، إلا أن الملاحظة المستمرة على المنتخب الأخضر أنه وبسهولة (ينحاس)، في كثير من المباريات تنفرط السبحة بسهولة، وفي المباراة مع العراق كان واضحا أن الأخضر لا يحاول الفوز! ورغم أن الثغرات يراها المراقب العادي منذ بداية المباراة لم تتم معالجتها، ربما يكون للأعداد النفسي دور في ذلك، وربما (عين) يابانية ضيقة!.

* طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضية البدنية في مدارس البنات مساء .. وقال (ليس ثمة ما يمنع منها شرعا وعقلا لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن).. ما تعليقك؟.
– يعلم الله تعالى أننا نعلم منذ زمن بعيد أنه لا يوجد ما يمنع لا شرعا ولا عقلا، لكن بعض القضايا عندما تطرح على العموم وتضخم تنحرف عن مسارها الأصلي وتتشعب، ليس هناك فرق بين الأولاد والبنات رياضيا ومن حقهن أن يمارسن الرياضة هذا هو الأصل فلماذا تحول الأمر إلى قضية. أما التوقيت فلم يتبقى إلا تحديد الساعة والدقيقة!!.

* في كثير من مشاركات الأندية والمنتخبات الوطنية الخارجية والدولية نشاهد المرأة السعودية في المدرجات.. هل تؤيد تواجدها في المدرجات في البطولات المحلية بشرط توفير مدرجات خاصة بالنساء في ملاعبنا ؟.
– الأصل أنه هذا الأمر غير مطروح ليتم التأييد من عدمه، إذا كانت النساء والعائلات وهم في سياراتهم لا يسلمون من آذى بعض المشجعين في الطرقات الواسعة فكيف بوجودهن في الملعب، فرضا إذا تخيلنا سويا أن ذلك تم وأصبح في ملاعبنا مدرجات خاصة بالنساء أتوقع أن تفرغ مدرجات (الشباب) وستجد أغلبهم حاضرين المباراة أمام بوابة مدرجات النساء، وسيكون السؤال الأكثر شيوعا: كم النتيجة؟.

* ماذا تقول لهؤلاء:

* تركي السديري:
– أعتقد أن تجربتك الإدارية مميزة، لذلك انتظر أن تسطر كتابا يروي هذه التجربة في مؤسسة اليمامة الصحفية، وصحيفة الرياض فمتى نراه في المكتبات.

* محمد تونسي:
– أدعو العلي القدير أن يمن على (أم عبدالرحمن) بالشفاء العاجل ويعيدها لأبنائها سالمة معافاة.

* جميل الذيابي:
– تجربة الطبعة السعودية لجريدة الحياة حققت نجاحا مشهودا، والفريق الذي تقوده أثبت أنه عند حسن الثقة، استمرار النجاح يحتاج إلى مزيد من العزم والتطلع إلى الأمام.

* ثامر الصيخان:
– كتابة زاوية يومية خفيفة وساخرة يتابعها القراء مهمة صعبة أثبت أنك أهل لها، ضع القارئ دائما نصب عينيك.

* الأمير فيصل بن عبدالرحمن:
– كان النصر العالمي وساما على صدرك، لن يكون صعبا عليك إعادة الفارس إلى الصدارة.

* الأمير محمد بن فيصل:
– يحسب لك تجديد الدماء في إدارة الفريق، فكسبت الرياضة عدد من الوجوه الإدارية الشابة، المواصلة على هذا النهج ستحقق الطموحات للهلال ولجمهوره.