شاب مع السفارة الأميركية

لكل دولة الحق في منح تأشيرة سفر إلى أراضيها أو رفضها، فهو حق سيادي، هذا أمر مفهوم لا خلاف عليه، لكن دعوني اروي لكم قصة شاب سعودي حصل على بعثة وتأشيرة من السفارة الأميركية في الرياض وسافر إلى ولاية اوريغن، واجتاز برنامج اللغة في احد المعاهد، ثم انضم إلى إحدى الكليات، إلى هنا والأمور جيدة، أمضى الشاب تركي تسعة عشر شهراً في الولايات المتحدة، ثم قرر التمتع بإجازته السنوية وعاد إلى السعودية وقدم أوراقه للسفارة الأميركية للحصول على تأشيرة العودة فتم رفض طلبه من دون توضيح الأسباب، على رغم أنه للتو عاد من هناك، ولم يكتف موظف السفارة الأميركية برفض الطلب بل تعامل معه، بصلف، وتجاوز الأمر إلى أن يطلب الموظف من الشاب السكوت والاستماع وعدم الكلام، ويذكر والد الشاب في رسالته أن ابنه تعرض لأزمة نفسيه صعبة بعد تبخّر جهد تسعة عشر شهراً هباء منثوراً، واضطر والده إلى أن يعرضه على عيادة نفسية، ويشير الأب إلى أن ابنه الشاب مجتهد في دراسته ومتفوق، ولم تسجل عليه أية مخالفات للأنظمة الأميركية.
هذا النموذج قد يخبرنا عن نماذج أخرى ما يتعرض له الشباب المبتعثون وهم بالأساس مسؤولية وزارة التعليم العالي.
وفي مقابل هذا التصرف العجيب من موظف السفارة والفوقية في التعامل، هنأ السفير الأميركي لدى السعودية فورد أم. فريكر السعودية حكومة وشعباً بمناسبة اليوم الوطني، في تصريح إلى وكالة الأنباء، ومن ضمن ما قاله السفير الآتي: “وأثني على سعي المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين إلى توفير المزيد من الفرص للشباب لتطوير مهاراتهم، والمضي في توفير منح دراسية جديدة لمساعدة الشباب على الدراسة في الخارج، للتعلم والتطور ومعايشة ثقافات أخرى”.
وتطرق إلى التعاون بين المملكة وبلاده في المجال التعليمي، حيث يواصل عدد كبير من الطلاب السعوديين الدراسة في أميركا، مبدياً سرور الشعب الأميركي بأن تتاح له الفرصة للتعرف على المملكة العربية السعودية وشعبها، ورأى أن برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي سيحقق فائدة كبيرة للمملكة العربية السعودية والجيل القادم ومزيداً من التقدم للمملكة”.
وأسأل السفير الذي لا اشك في حرصه على تطوير العلاقات بين البلدين، كيف يمكن استفادة المبتعث من الفرص إذا كانت تقطع عنه بعد تجاوزه تسعة عشر شهراً من دون تبرير؟ وبتعامل فوقي اقل ما يقال عنه انه لا يشير إلى اهتمام بحقوق المبتعث… الإنسان! بل انه يجعل مستقبل المبتعثين على كف عفريت التأشيرة، إضافة إلى الصورة القاتمة التي غرزت في نفوس الشباب الذين تعرضوا لمثل هذا التعامل عن الولايات المتحدة وسفارتها وشعبها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.