حتى يكون مؤشراً حقيقياً

على رغم ملاحظة أمانة مدينة الرياض ان نشرة مؤشر الأسعار ليست دعائية لسلعة أو منفذ بيع، إلا أنها تحوّلت إلى ذلك، والسبب: بساطة استقاء المعلومات وحصرها في مسح أسعار الرفوف لدى «بعض» مراكز مبيعات التجزئة.
وكما أشرت في مقال أمس، أطرح هنا جملة من آراء وملاحظات جمعتها من مهتمين ورسائل قرّاء كرام، إضافة إلى ما تبين للكاتب أدوّنها في نقاط.
· ان الأسعار يحددها الموردون وليست مراكز بيع التجزئة، إذ تقوم الأخيرة بتأجير الرفوف، من هنا تبرز ضرورة الحصول على أسعار الموردين، ومن ثم الأسعار العالمية لتحديد هامش الربح الحقيقي الذي يغفل ذكره غالباً… والذي يفترض أن يكون ظاهراً في المؤشر كمحدد للاستدلال.
· ذكر أسماء تجارية لمنتجات مثل الرز أو الزيوت وغيرها، لم يكن موفقاً على الإطلاق، بل كان توجيهاً ضمنياً للمستهلك، غير متعمد بالطبع، لكنه أوقع الأمانة في ما تحسست منه! والطبيعي أن يذكر الصنف «رز بسمتي طويل الحبة، مزة… زيت ذرة، زيت عباد الشمس… وهكذا»، ويمكن أن يذكر المصدر… هندي، باكستاني، سعودي… الخ.
· من المهم حسم لعبة الهللات المضحكة، التي تروّج لها بعض المجمعات، مثلاً: ريال وخمس وتسعون هللة. أولاً لن تجد هللة لدى المحاسب، وهو في الغالب يجبر الكسر عند الدفع، وإذا «تلطمت» وأبديت احتجاجاً، سيلكزك من يقف خلفك في الطابور، الناس يرون مطالبتك بالخمس هللات عيباً عليك، ولا يرون المخزن الضخم الذي يستخدمها ثم «يلهطها»!، إذا طالبت بها قد يعطيك المحاسب حبة علكة واحدة، أما بعد ارتفاع الأسعار، فلن استغرب لو قدم لك علكاً ممضوغاً!
· من المهم لصحة المؤشر وتحقيق هدفه إلزام جميع مراكز التسوق، بعد تصنيفها، بتزويد الأمانة بأسعارها.
· في أول نشرة لوحظت انتقائية في إدراج أسعار السلع لدى بعض المحال، فهي اختارت السلع التي تريد إعلان أسعارها وأغفلت أخرى، بخانات فارغة، ربما لو ذكرت لظهرت نتائج مغايرة! وهو ما يجب عدم قبوله من الإدارة المختصة.
· اسعار الرفوف ليست منضبطة دائماً، زيارة واحدة لأحد المجمعات التسويقية تخبرك عن الأوضاع، لأن فيها فوضى تعتمد على إدارة السوق.
هذه ملاحظات عامة مهمة، وهناك غيرها لدى متخصصين في هذا الشأن، أخذها في الاعتبار سيعجّل بتحقيق الهدف من استحداث المؤشر. وسيكشف كثيراً من أساليب التضليل في «علم» التسويق.
ولا بد من التنويه بهذه البادرة، وهي لا شك وضعت جهات أخرى معنية أصلاً بهذه القضية المهمة في وضع أكثر حرجاً، ولك أن تسأل ماذا يفعل 200 مراقب في وزارة التجارة؟ ونستنتج أنه إذا توافرت الإرادة وروح المبادرة يمكن فعل كثير مما ينفع الناس.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

11 تعليق على حتى يكون مؤشراً حقيقياً

  1. خالد السديس كتب:

    مبروك تدشين الموقع يا استاذ عبدالعزيز
    خطوة رائعة لو كانت متأخرة ..

    لكن
    Better late than never

  2. يحيى الجمعة كتب:

    يبدو ان جميع التجار يحاولون المزايدة على المواطن فهذا يرفع الايجار وهذا بدون حياء يرفع اسعار الحليب لا اقول الحليب العادي بل حليب الاطفال تخيل عليه الحليب قبل الدعم كنت اشتريها بـ 58 ريال الان وبعد اعلان الدعم اشتريتها بـ 75 ريال سعودي اين الدعم يبدو انه دعم موجه للأقويا وهذا الرز يزداد يوماً بعد يوم تخيل حتى مغسلة الملابس رفعت اسعارها واصبح كل من هب ودب يريد ان يأخذ حصته من أخيه بدون حسيب او رقيب ووزارة التجارة تبارك وترهبنا وتقول ان سيحدث زيادة في الاسعار بمقدار محدد في السنة القادمة وأفرح ياتاجر مين قدك مدام القاضي راضي عليك والكل يبارك الى متى الجميع يقولون نحن لم نرحم من التاجر الفلاني وبالتالي لن نرحم احمد لاننا لم نرحم ولم نجد من ينقذنا (معهم حق نسبياً) والله يكون في عوننا

    (الحياة قوة وهي لا تعطى الا للاقوياء)

    ودمت سالماً ودام قلمك شامخاً قوياً واتمنى ان يبقى قويا

  3. adel كتب:

    اشتريت قبل ثلاثة اسابيع (علبتان) زيت عافية سعة 4ليترات بـ 30 ريال
    وبالامس وجدتها ومن نفس المحل (علبة واحدة) سعة4ليترات بـ 29ريال
    كذلك سعر جبن البوك كان سابقاً بسعر 5.50ريال واليوم بسعر 9.95ريال

  4. علي كتب:

    الحمدلله ان الهواء اللي نتنفسه مجاني

  5. أم مرام كتب:

    الاستاذ / عبد العزيز السويد

    من زماااااااااااااااااااااااااان انت وينك …؟؟

  6. ابوراكان كتب:

    لو اني تاجر لم ترددت لحظه في رفع الاسعار واليكم السبب
    حينما كان هناك تردد في الزياده في الرواتب ودعم الاسعار .
    قالو اذا زدنا الرواتب ممكن التجار يرفعو الاسعار .!
    ابي اعرف من الحكومه فيهم…
    كيف الحكومه ماتسيطر على الاسعار
    الله يرحم ومن الملك فهد يوم الازمه جمع التجار وقال لو رفعتو الاسعار سوف يكون هناك عقاب لان اذكره هنا ولاكن كان حازم معهم وقال اعرف ان هناك في مستودعاتكم مايكفي البلد لستة اشهر
    ايام كان هناك ……….؟

  7. احمد العتيبي كتب:

    مبرووووك تدشين الموقع أستاذ عبدالعزيز ,,, بالتوفيق بإذن الله

    200 مراقب في وزارة التجارة ؟!!!!!
    أين هم ؟ نسمع بهم ولا نرى لهم آثر !!!

  8. صالح كتب:

    السلام عليكم …..
    قال الاستاذ في مقالته :
    “ولا بد من التنويه بهذه البادرة، وهي لا شك وضعت جهات أخرى معنية أصلاً بهذه القضية المهمة في وضع أكثر حرجاً،”

    نعم الامانة وضعت الجهات المعنية بهذه القضية في موضع حرج جدا, لقد أعطتهم درسا في كيفية العمل في وقت الازمات !!!!
    انا ارى ان عمل أي جهة هي في وقت الشدائد

    ولكم جزيل الشكر,,,,,

  9. ابوعبدالله المطيري كتب:

    نبارك للكاتب القدير والنزيه تدشين موقعه واقوله الله يكثر من امثالك

  10. فلاح الجهني كتب:

    نبارك لكم يا استاذ عبدالعزيز هذا الموقع وأرى أن وزارة التجارة في وادي والمستهلك في واد اخر التجار يتصرفون بالسلع حسب اهوائهم بدون رقيب والمستهلك مغلوب على أمره لايملك الكثير من الخيارات لأن وزارة التجارة لانلاحظ لها نشاط يذكر في هذا المجال والله المستعان

  11. عادل محمد كتب:

    المشكلة اننا نعرف المرض ولكن ما العلاج الصحيح له لكي لا ينتشر في جميع الجسم .

التعليقات مغلقة.