«أومليت» (2من 2)

كل ما أزعجنا شأن او قضية فكرنا في حملة للمقاطعة، لتنصب الجهود لاحقاً على مطالبة الآخرين بها، وهي حق وإن لم يُنصُّ عليه في حقوق المواطن. انما لا بد من نظرة إلى الجدوى عند الحديث عن مقاطعة جماعية. من المهم طرح أسئلة مثل: ما هو الهدف النهائي؟ وكم مدة المقاطعة؟ وما هي الخطط البديلة؟
مثلاً، ماذا نفعل في حالة البيض إذا وضع صاحب البيض بيضة في كل أذن؟ حسناً، لنترك هذا جانباً فهو حرية شخصية نحترمها، ولنفكر في الترشيد ونحن نتحدث عن البيض.
ميزة البيض سهولة طبخه. أيضاً إسهامه في الكثير الكثير من الأطباق، كأنه البصل، حتى أن هناك علاقة قرابة من جهة الرائحة. والقارئ الذي طالب بحملة لمقاطعة البيض استدعى من الذاكرة صورة صديق يعشق «الأومليت»، تذكرت أنه توتّر وتذمر من تأخر وصول الطبق، ولكل الحق في أكل ما يريد. المسألة في التوتر. «الأومليت» في النهاية بيض بوجه آخر مع إضافات، والبيض كثيراً ما «يُخفق». بعض الإخوة العرب يقولون «يُضْرَب» كأنه تلميذ! لو سمع صاحبي ذاك بحملة لمقاطعة البيض لربما طار فرحاً، ولتوقع زيادة المعروض وانخفاض السعر.. في الأسواق الحرة طبعاً، لا المكبلة باحتكار القلة. وإذا كان القهوجي او عمال القهوة في المكاتب يسمون الموظفين بحسب تكرار طلباتهم، مثل مستر «تركيشكفي»، والسيد شاي بالحليب، وهذا سر ربما لا يعرفه الموظفون، ولكثرة حرص صديقي كل صباح على «الأومليت» خُيِّل إليّ ان عامل المطعم، بحسب جنسيته، إذا كان أجنبياً سيطلق عليه «مستر أومليت»، وإذا كان في القاهرة سيقول «أهلاً أومليت باشا»، في بيروت ربما يهمس العامل لزميله في المطعم قائلاً: «وصل الرئيس أومليت»! أما في السعودية والخليج فلو وجد عامل من «الربع»، ربما سيردد كأنه يصوّت فضائياً لمندوب القبيلة قائلاً: «فالك الأومليت».
ولأن صديقي من «جماعة الربع» فكرت في سبب لتوتره مع «الاومليت»، خصوصاً ان الاسم يوحي بالملل، فهو «أو.. مليت»! فهل السبب ان «أوم» وحدها عند الشوام أمر بمعنى «قُم» يأتي بعدها «ولاك» في قاموس أبو عنتر. لم يرق لي هذا الاستنتاج، وبعد الاستعانة بصديق اهتديت إلى تفسير. «الليت» عند بعض أهل الخليج هو «اللمبة» أي الإضاءة، مأخوذة من أصلها الانكليزي، و «الاوم» هو وحدة قياس المقاومة الكهربائية، إذاً من الطبيعي أن يصاب صاحبنا بالتوتر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «أومليت» (2من 2)

  1. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله . أبو أحمد
    صباح الفل والياسمين .. الأن صديقنا الموقر أكيد سيتراجع عن الفكرة لمقاطعة البيض الله يستر بس لايفكر فى مقاطعة الدجاجة الأم ويكون بكده مصمم
    يعنى متماسك بفكره للمقاطعة بجد عمومآ ننتظر حتى نرى وشكرآ سلمت يمناك
    ودام النجاح للأمام دائمآ…
    وتفضلوا بقبول فائق الإحترام / صلاح السعدى

  2. أسامة السنوسي كتب:

    المقاطعة ليست حلا أبدا يابو أحمد ,,,
    أتمنى ان نلركز على مواضيع تفيدنا أكثر من المقاطعة التي ليس لها هدف جيد

    سلمت يداك

التعليقات مغلقة.