غربلة

مع مشارفة حج هذا العام على الانتهاء، بسلاسة ويسر ولله الحمد، وبدء الحجيج بالمغادرة، أمام إدارة الحج ملفات مهمة لبحثها وغربلتها وتصحيح أوضاع. وإذا كان مخططاً لمواسم الحج المقبلة برامج أكثر تشدداً في منع الحج من دون رخصة وتقليص حالات الافتراش، فلا بد من البحث عن الثغرات للحد من الانتهازيين.
مع كل وضع تنشأ سوق سوداء مثلما نشأت سوق تزوير لتصاريح الحج، من هنا يستلزم الأمر زيادة في تسهيل إجراءات الحصول على التراخيص والتبكير في الإعلان للعموم عن البدء في منحها، أيضاً تطويرها بما يقلل إمكان التزوير.
من المهم النظر في كيفية القضاء على الحملات الوهمية. التوعية المبكرة وسهولة توفير المعلومة للتأكد من حقيقة الحملات حجر أساس في هذا الشأن. أيضاً تعدد وسائل التوعية أمر ضروري مع تعدد اللغات لحجاج من الداخل، من جهة أخرى، وللإسهام في القضاء على الحملات الوهمية لا بد من التشهير بأصحابها مع تغليظ العقوبات عليهم، لا يصح أن يُكْتَفَى باسم الحملة، ليس هناك أسهل من تغيير الأسماء، الأنجع هو ذكر اسم أصحابها ونشر صورهم، وجعلها متوافرة على الإنترنت حتى لا يعاودوا حملات الوهم في السنة المقبلة، واضعين في الاعتبار الضحايا المساكين ممن عزموا على الحج ووقعوا في فخ نصابين يبحثون عن المال القذر.
أيضاً يمكن بسهولة بحث كلفة الحاج الحقيقية، والنظر في أسعار الحملات التي شهدت ارتفاعاً زاده المنع من دون ترخيص والإجبار على الالتحاق بحملة حج، لا بد من النظر في توفير الاستطاعة حقيقة التوفير، من حق الحملات الربح، وليس من الحق أن يصبح هناك احتكار أو توافق على أسعار ثبت ارتفاعها، والقصد ألا تستغل أنظمة يراد لها أن تيسّر وتسهّل… من آخرين يعيشون عليها.
أيضاً وزارة الحج مطالبة بالنظر في شكاوى بعض المطوفين من أوضاع مؤسسات الطوافة، وتنظيماتها الداخلية، بحيث لا يتم الاستئثار بإدارتها، وضع التنظيمات يحتاج إلى حراسة ورقابة لحسن التطبيق وفتح الفرص للجميع، خصوصاً أن مؤسسات الطوافة من واجهات الحج.
أما أكبر الملفات الشائكة، فهو تصحيح أوضاع مخالفي نظام الإقامة في مكة المكرمة الذين يشكلون ضغطاً أمنياً واقتصادياً طوال العام.
***
حراس المنافذ الذين جُندوا لإيقاف المخالفين على أبواب مكة المكرمة مدعوون الآن للتشديد على حملات تهريب لحوم الأضاحي من مكة، ولو كنت من سكان جدة وما حولها لما أكلت لحماً أحمر إلا من البيت، «اقلبوها سمك»، في العام الماضي يتذكر سكان الرياض حمولة شاحنة من الكراعين والرؤوس والكبد… تم إيقافها، المحطة المفضلة للحوم المهربة هي المطاعم، خصوصاً تلك البعيدة من الأنظار على الطرق الطويلة، والمشكلة أن فيها شيئاً نافقاً أصلاً أو مريضاً… وفي أحسن الأحوال منقول بصورة غير صحية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على غربلة

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    سعادة الكاتب القدير الاستاذ عبدالعزيز اسعد الله صباحكم بكل خير والحمد لله نحن في خير ونعيش في خير ونمضي الى خير مادام يوجد في مجتمعنا اقلام خيرة ونزيهه وراقيه وفي مستوى المسؤلية التى يعول عليهم من قبل ولاة الامر يحفظهم الله وحتما ان سعادتكم يتذكر الكلمة الضافية التي القاها سيدي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله والتي اشار فيها الى انه (يجب ان لانتحدث عن انفسنا بلغة الرضا عن الذات) فيى الوقت الذي نجد ان بعض الاقلام مازالت تستل هذه الاقلام في مقالات التلميع والتمجيد والتفخيم . وحقيقة الواقع تلزمنا ان نحترم الاقلام التي تهدف الى الوصول لشواطئ الاصلاح والتنمية الحقيقية والتي يستفيد منها جميع مفاصل قطاعاتنا الخدمية ولسنا في حاجة للطنطنة والهرطقة الاعلاميه التي اصبحت وضعا مقززا لنا كا افراد ومجتمعات ومنظومة الحج بالذات لاتحتاج ابدا اليها لانها مناسبة يفد الينا ومن خلالها ملايين المسلمين من جميع اصقاع الدنيا وانظار الدنيا كلها تتجه الينا حين انعقادها مما يعني انها من المناسبات التي لاتقبل اي اجتهادات او اخلال باي اوضاع من اي جهة كانت لها علاقة باعمال الحج والاعلام في مقدمتها الا ان البعض فضل مصالحه الشخصية وسخر من هذا الاعلام ومن ادواته بعض الاقلام للتمجيد له والتفخيم في شخصه
    وهذا فيه الكثير من الانانية والجحود ونكران الجميل لهذا الوطن الكبير بل وتواصل الامر الى اجتذاب اصحاب الاقلام التي تنتقد وتسهم في دفع عجلة الاصلاح الى وضع يهدف الى تنحيتها جانبا حتى يصبح المجال فسيحا لممارسة اوضاع عليها اكثر من علامة استفهام خاصة من العاملين فى منظومة قطاعات خدمة الحجاج الكرام. اثابكم الله كاتبنا القدير وثبتكم على الحق يوما لاينفع فيه مالا ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم .واسمح لي استاذي الكريم ان اذكر هولاء بالاية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (يوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا) صدق الله العظيم سورة الفرقان اية 27و28 ولسعادتكم وافر الاحترام .

  2. سليمان الذويخ كتب:

    الجد بالجد والحرمان بالكسل …. انصب تصب عن قريب غاية الأمل
    بيت شعر ظريف كنا نكتبه في درس الخط بالمدرسه ..
    وما فيه داعي نعرج واسألك كيف حال الخط واللي بالجامعه ما ينقرى خطه !
    انصب : ليست دعوة للنصب كما قد يستشهد بذلك نصّب ابن نصاب
    بل هي دعوة للعمل بجد ، قال تعالى : ( فإذا فرغت فأنصب والى ربك فأرغب )
    الشاهد : ان الجدية في منع الحجاج الذين لم يحصلوا على تصاريح من اخذ فرصة غيرهم والذي كان فاعلا هذا العام .. مع ان المأمول اكبر
    هذه الجدية يجب ان يقابلها جدية من نوع آخر الا وهي التأكيد على عدم التسرب
    ( وما اكثره ) من بعض الحجاج الموعودين بحلم الثراء …
    فياليت ولو تركيز الحملات على مخارج مكة المكرمة والمحافظات القريبة منها
    ومفاجئة احياء بمكة اشتهرت بأنها بؤر تجمعات للمتسللين لواذا ..

    اما اللحوم وما ادراك ما اللحوم فحدث ولا حرج ..
    وما حدث قبل سنتين من فضيحة الشاحنات التي افرغت حمولاتها في احد الأودية ..
    كل هذا يقول للريبة والشكوك في ستاندات الشاورما وغيرها … آه من غياب الضمير

    بارك الله فيك ووفقك

  3. امنة محمد سردار كتب:

    الاخ الفاضل الكاتب عبدالعزيز السويد بعد التحية والتقدير
    الحقيقة انا لست مطوفة ولكنني زوجة مطوف وهناك الكثير من صديقاتي من المطوفات وزوجات مطوفين الاحظ من خلال جملة الاحاديث التي تدور خلال كافة اجتماعاتنا ان الحديث عندما يدور حول مؤسسات الطوافة ينصب على حالة واحدة تمثل تساؤلا غريبا
    فور الانتهاء من مناقشة اي موضوع من مواضيع مؤسسات الطوافة يتمثل في السؤال المطروح ماهو دور وزارة الحج وعلاقتها بما يحدث في مؤسسات الطوافة. هذا الجانب الاول اما الجانب الثاني وهو الاهم و(الاخطر) والذي يستشعره المطوفين والمطوفات ماهي الاسباب والدوافع الحقيقية التى تدفع بعضالاقلام الصحفية المتميزة في صحفنا للتكتم عن ممارسات يشير لها العديد من المطوفين والمطوفات تحدث في هذه المؤسسات وصلت الى حد ان روساء تحرير صحف متميزة ترفض نشر اي مقالات تحمل تظلمات او شكاوى مقدمة من اي مطوف. وانا اوافقك سعادة الكاتب ان الوضع يحتاج الى بحث وتدقيق من لجنة الحج العليا مباشرة وبالتالي الى (غربلة) للبحث عن الثغرات التى ادت الى ظهور بعض الانتهازيين في هذه استأثروا بادارة بعض من هذه المؤسسات . فبالفعل كان ماذكرته سعادتكم هو عين الصواب من ان وضع التنظيمات يحتاج الى رقابة وحراسة لضمان حسن التطبيق واخشى ما اخشاه ان مايحدث الان ماهي الا مقدمة لااحداث تبعاتها ستكون في غاية الصعوبة . اشكركم لاتاحة المجال لنا للمشاركة بالرأي وبالله التوفيق السداد.

  4. ابو معن كتب:

    الكاتب القدير الفاضل : عبدالعزيز السويد
    كل عام وانتم بخير ..

    يشدني دوماً نحو مقالاتك بكل ما تحويه من حروف وكلمات حسك الوطني ، وإخلاصك تجاهه ، تكاد الكلمات أن تشتعل حباً وغيره لتراب هذا الوطن .. أسلوبك الواضح السلس لا يدع مجالاً للتأويل أو التحريف .. واليوم ها انت تضع خطة عمل متكاملة لوزارة الحج وتسلط الضوء على أكثر النقاط أهمية ..
    ومما ذكرت ” أيضاً وزارة الحج مطالبة بالنظر في شكاوى بعض المطوفين من أوضاع مؤسسات الطوافة، وتنظيماتها الداخلية، بحيث لا يتم الاستئثار بإدارتها، وضع التنظيمات يحتاج إلى حراسة ورقابة لحسن التطبيق وفتح الفرص للجميع، خصوصاً أن مؤسسات الطوافة من واجهات الحج.” وبتلك الكلمات البسيطه أصبت عين الحقيقة .. فكم منا نحن معشر المطوفين من قد ظلم إرضاء لمجالس إدارة المؤسسات أو لرؤساءها ، وكم منا من ضاعت حقوقه في بين دهاليز تلك المؤسسات أو في أدراج الوزارة ..
    لابد لوزارة الحج أن تصحو من سباتها العميق ، وأن تستمع لأساس خدمة الحجيج والواجهه الأمامية التي تمثل المملكة العربية السعودية من حكومة وشعب أمام ضيوف الرحمن ألا وهم المطوفين .. لابد أن تصحو لما يحدث من مجالس الإدارات من رؤساء وأعضاء وبالذات فيما يحدث من مؤسسة جنوب آسيا ، التي خصصتها هنا للزخم الإعلامي الذي تحمله مما أخفى عيوبها والتي لم يعد من الممكن السكوت عليها ..

    وسؤالي الأخير .. ماذا لو استمرت وزارة الحج في سباتها .. أمن مفيق ؟؟

    تقبل فائق تحياتي وتقديري ..

التعليقات مغلقة.