نصيحة الوزير بين التقسيط و«التقشيط»

على صفحتها الاقتصادية نشرت «الرياض» موضوعاً بعنوان «تجار يتوقعون إجراءات جديدة في قطاع التقسيط بعد تغريدة وزير التجارة» وفيه تعليقات حول ما كتبه الوزير على «تويتر».
الوزير كتب هذه العبارة: «نصيحة… انتشر أناس يعرضون شراء سيارات أو منازل بأسعار مبالغ فيها والدفع بالأجل. أنصح بعدم التورط معهم».
تعال معي واقرأ بماذا علّق بعض التجار على ذلك.
قال رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات في مجلس الغرف فيصل أبوشوشة: «من الواضح أن الوزير يقصد في نصيحته تلك البيع بالتقسيط، ومن المؤكد أن السوق ستشهد تفاعلاً مع تلك النصيحة التي من الممكن أن تكون مبنية على إجراءات أو تنظيم جديد قد يصدر، وأتوقع أن يكون هناك تراجع في حجم المبيعات».
عضو اللجنة العقارية في غرفة جدة وهيب إبراهيم لامي قال إنه يرى أن نصيحة الوزير تأتي من باب حرصه على المواطنين، كون الكثير منهم يرغب في تملّك المسكن بأي طريقة كانت، حتى لو كان فيها تعريضه للتعامل مع أشخاص قد يبيعون العقار له ولغيره أو عبر المساهمات المشبوهة. انتهى.
يعطينا هذا نموذجاً لأسلوب تفكير الغرف التجارية ومجلسها من واقع فهم أعضاء في المجلس وغرفة جدة للنصيحة.
الوزير حذّر من أناس يعرضون «شراء» والتجار همهم محصور في نشاطاتهم.
في قضايا النصب يستهدف الصغار في العادة، وكلام الوزير نأتي عليه بمثال، أن يأتي إليك شخص يعرض شراء منزلك بأضعاف قيمته، مثلاً منزل يساوي مليون ريال يعرض عليك «المشتري» شراءه بثلاثة ملايين ريال مؤجلة الدفع، رقم مغرٍ جداً، يغريك أيضاً بدفعة أولى 300 ألف ريال مثلاً، وبعدها أنت وشطارتك في ملاحقته في جزر الواق الواق، هذا المشتري سيعرض المنزل «أبو المليون» بـ 800 ألف مثلاً ويبيعه عاجلاً ليستخدم المبلغ في عملية أخرى وهكذا. ومثل هذه الممارسات كانت موجودة واشتهرت بها أسماء بعضها دخل السجن وبقيت أموال الناس وأملاكهم مجمدة عقوداً من السنين. واحد منهم اشترى طائرة خاصة من تلك «المبايعات»، كانت تنشر عنه أخبار «كرجل أعمال» عن سفره وعودته محملاً بالهدايا، ثم اختفى لست أدري أين حطت به «الطائرة»!
والمسألة في الإغراء، الطمع هو الطُّعم المعلق بسنارة النصاب فاحذر من بلعه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.