الفضائيات و«الفاضين»!

حين أشاهد مذيع فضائيات عربية في موجز الأخبار وهو يلهث آكلاً الحروف والكلمات مسابقاً الزمن لدرجة يدفعك للوقوف استعداداً لإقفال مفتاح المكيف بدلاً من زرار «الريموت كنترول»، أفهم أن كل هذا لأجل الوقت، هناك وقت محدد يحاول فيه إذاعة كل الأخبار المجدولة.

لكني لا أفهم كيف يصبح الوقت رخيصاً ببث أعمال صبيانية على إحدى النشرات الإخبارية ذات «المشاهدة العالية» أو وقت الذروة كما يقولون.

درجت بعض القنوات العربية على اختيار «قضايا» أو حدث صغير المهم من السعودية في نشرات أخبار، لأسباب محتملة، منها أن الناس «تغدوا وتمددوا»، وليس في اصطياد أوقات المشاهدين مشكلة، المشكلة في اختيار بعض الأحداث المفتعلة الشاذة والمنزوية، ورفع سقف حضورها الإعلامي إلى قاعدة مشاهدين أكبر وأعرض، على سبيل المثال «يوتيوب»، مراهقون يعرّضون أنفسهم وآخرين لخطر الدهس بالاستلقاء على طريق سريع أمام شاحنات مسرعة، وهو ليس إلا نموذجاً لسوء الاختيار، وليس القصد من طرحي هذا تصوير المجتمع السعودي «أو غيره» بغير صورته الحقيقية، لكن مربط الطرح أن رفع سقف حضور هذه الممارسات الخطرة وغيرها من مثيلاتها يغذي في نفوس المراهقين الاقتداء بها ويشحنها شحناً، الحضور على شاشة وسائل الإعلام بالنسبة إلى البعض غاية الغايات، والغرض الرئيس من هذه المقاطع الصبيانية جذب الانتباه والحضور في موقع «يوتيوب»، وقيام قناة فضائية بعرضها خدمة تسويقية لهذا السلوك، ورفع من قيمة «الشهرة» المرغوبة من مراهقين، ففي «يوتيوب» كم هائل مهمل لأنه لم يجد تسويقاً.

لا أظن أن العاملين في هذه القنوات يريدون الضرر بأحد، لن يفرح أحد منهم لو تمدد مراهق آخر على طريق سريع وتم دهسه أو نتجت حادثة، لذلك أكتب هنا رسالة عامة أقول فيها: «أحسنوا الاختيار، وانتقاء من يختار، فجزء من الانطباع السلبي عن القنوات في ذهنية المشاهد من أسبابه سوء الاختيار ونفخ يحول بالوناً صغيراً إلى منطاد».

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على الفضائيات و«الفاضين»!

  1. يسعد صباحك ومساءك
    موضوع اليوم اكثر من رائع
    ولا اخفيك
    فما جعلني اكره قناة العربية ” اذكرها بكل صراحة ”
    هو ترصدها لهفوات المجتمع السعودي
    وجعل البالون منطادا كالذي حمل “فيليكس ” صاحب القفزة الشهيرة

    بارك الله فيك و وفقك وأسعدك في الدنيا والآخرة
    وجعلك راضيا مرضيا يوم تلقاه

التعليقات مغلقة.