وماذا عن اليمن؟

هناك مبشرات بعد بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون في انفراجات لتجاوز الخلافات القائمة، وعلى رغم أن البيان طغت عليه العمومية ولم يتخلص من الصياغة الإنشائية المعتادة، إلا أن حاسة الشم تقول إن القادم أفضل، ويبقى الانتظار فترة من الزمن للتدقيق في حدود الالتزام بما اتفق عليه.
لكن الغائب عنا، وهو في غاية الأهمية، تفاصيل ما اتفق عليه، وإن كنا نعرف أن نتيجة الاتفاق – في ما لو تم – مفيدة، لإيجاد حد أدنى من العمل المشترك، أو هو العمل غير المتضاد والمتعارض المتصارع.
وإذا كانت المواقف تجاه الأحداث في مصر وسورية خليجياً معروفة إلى حد ما، فإن المواقف تجاه ما يحدث في اليمن غير واضحة المعالم وضبابية إلى حد كبير، وهو ما يشرع الأبواب للإشاعات والأخبار من مصادر لها أهداف وأغراض لا تخفى.
إن وضوح مواقف دول الخليج تجاه الأحداث في اليمن ضرورة، بخاصة تغول الحوثيين وقربهم من الاستيلاء على الدولة اليمنية وتمدد «تنظيم القاعدة»، الذي استولى أخيراً على سفينة محملة بالأسلحة قرب الشواطئ اليمنية. إعلان الموقف تجاه هذا في غاية الأهمية، وصنعاء الدولة ضعيفة مترددة، وتجار الأزمات يعيثون فيها، وليس أبلغ من ضعف موقف الحكومة اليمنية أمام استعدادات الحوثيين للاستيلاء على مزيد من الأراضي، إذ برزت الخلافات والتردد. واليمن في ما يشكو منه ليس مشكلة سعودية فقط ولا عُمانية بحكم الحدود والجيرة، بل مشكلة خليجية عربية إسلامية، الدائرة الأولى هي منطلق العمل للدوائر الأخرى.
الصمت تجاه ما يحدث في اليمن والانتظار لمصلحة الخصوم، بل إنه أفضل ما ينتظرون لمزيد من فرض أمر واقع وخطر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على وماذا عن اليمن؟

  1. موضوع اليمن شائك جدا
    والتساهل فيه منذ البداية كان خاطئا
    وما فعله علي فاسد كان بدايات التمهيد لمثل هذا التوغل او التغول من بني حوثة
    واتضح لاحقا ان هناك من دعمهم من داخل وحدات الجيش الحكومي لوجستيا بالخرائط والمعلومات
    و آليا بدبابات وأسلحة ومواقف داعمة داخل الحكومة ذاتها !
    و
    كرة النار ” وليس الثلج ” تكبر وتضطرم لتستعر فتنال من الأخضر واليابس
    نسأل الله العافية والسلامة

التعليقات مغلقة.