«الصحة» في فترة التكليف!

ما الذي سيقدمه وزير العمل للصحة بعد تكليفه بوزارتها؟ يفترض أنه مشغول إلى حد كبير بوزارة العمل وبرامجها التي لا تنتهي، لكنه سؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة إن طالت فترة التكليف، ونرجو ألا تطول، لأن الصحة لا تحتمل ضرة، إنما خلال هذه الفترة الزمنية من الضروري البناء على ما تم، لا كما عهدنا من بعض المسؤولين حين يأتون إلى المنصب، أمثال هؤلاء يكون شغلهم الشاغل هدم ما عمله من سبقهم أو تحويره، وتعديله طبعاً بتبرير التطوير والتحسين ومعالجة القصور، وهذا ليس دقيقاً في معظمه، ففي المخفي طمس صورة قديمة لشخص لا لواقع.
وأرجو ألا تحضر تجربة وزارة العمل في وزارة الصحة، لأن الأولى مكّنت الكيانات الكبيرة في القطاع الخاص من التضخم على حساب الصغيرة والمواطن، أيضاً بتبرير التوطين والتوظيف والترحيل، ودخلت إلى عالم أرقامها الخاص، لتخبر عن نجاحات هي مثال تساؤلات، العناوين جميلة، لكن البلاء في التفاصيل، وهي في «العمل» متشعبة متوالدة.
فشلت وزارة العمل في استثمار ذراعها التدريبية المؤسسة العامة للتدريب التقني، وما زال الفشل مستمراً مع عدم التطرق إليه، على رغم أنها ذراع لتنويع الحلول لو أحسنت إدارتها، وكان الأولى أن تتم البداية بها قبل «نطاقات» و«حافز».
والصحة لا تحتمل التجارب الإدارية ولا أفكار مؤسسات وشركات العلاقات العامة، الصحة في حاجة إلى ضبط إداري محكم ومحاسبة للمسؤولين الذين ثبت عليهم تقصير أو شبهات فساد، هناك قائمة طويلة من لجان تحقيق في قضايا كثيرة لم يعلن عن نتائجها، وليبدأ الوزير المكلف في إعادة الأطباء إلى عياداتهم كلما كان ذلك ممكناً بعيداً عن العمل الإداري، وزارة الصحة لديها إمكانات ضخمة، لكنها لم تحسن توظيفها لسبب أو هي أسباب، منها إرث طويل من الترهل جمع بين التسيب وعدم المحاسبة، والنتيجة نداءات بحثاً عن علاج وسرير أو تبرع بالدم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «الصحة» في فترة التكليف!

  1. اعتقد لو يتم تشكيل هيئة من المستشارين المتخصصين في جميع الامراض
    ويتفرع منها ادداريين ايضا لهم الاختصاص الكافي في معالجة جميع الاشكالات التي تنخر في جسد وزارة الصحة
    باشراف ومتابعة مستمرة من جهات عليا لحل ومعالجة المعوقات التي تحد من التصرفات المخلة في العمل والاخطاء الطبية وغيرها بشفافية
    لان وزارة الصحة هي الصفحة الواضحة في المشهد التطوري لكل بلد
    اقول بدون مثل هذا الحراك تبقى الامور على ما هي عليه
    لان الوزير مهما عمل .. لن يصل الى العلة التي يعاني منها كل من يعيش على تربة الوطن
    ولا بامكانه ارجاع ثقة المواطن في وزارة الصحة

التعليقات مغلقة.