(منطق القوة)

قامت إسرائيل على منطق القوة، وتأسس جيشها من عصابات الهاغاناه الصهيونية في أوائل القرن الماضي، ولها سجل حافل من المذابح البشعة وإدانات وقرارت دولية لا تحصى، ومع ذلك تحرص على أن يكون لجيشها اسم خاص هو جيش «الدفاع» الإسرائيلي، لأن الإعلام جزء رئيس من أدوات الهيمنة. عند كل جريمة إسرائيلية جديدة ينشغل العرب في البحث عن الأسباب ويتناسى بعضهم أن وجود إسرائيل أساساً تم بالإرهاب والقتل والتهجير.

ومنذ أن بدأت تباشير المصالحة الفلسطينية «الأخيرة» تحركت الآلة السياسية الإسرائيلية للتحذير منها وتهديد السلطة اذا استمرت في هذا الطريق. بدأ التحذير بعدم المشاركة في مفاوضات السلام العبثية، وهي أصلاً انتهت إلى طريق مسدود كما كل مرة، وهذه المرة بشهادة أميركية. كان وما زال من الواضح أن إسرائيل لا تعيش وتنمو إلا في وسط منقسم على نفسه يصارع بعضه بعضاً، تفرح وتبتهج بالتجزئة والتقسيم وإثارة النعرات الطائفية والعرقية، في حين تحرص على إنشاء «دولة يهودية»!

فشل العرب في إثبات إرهابية الدولة الإسرائيلية على رغم تقديمهم مبادرات سلام رفضتها تل أبيب علناً، كما فشلوا في إثبات أنها أساس التطرف في المنطقة. هذا العجز هو ما جعلها مع غيرها من دول إقليمية تستأسد، في هذا المجال الحيوي الرخو. أليس من العجب أن المتصارعين إعلامياً، طهران وتل أبيب، اتفقا على الميدان، وقد يتفقان قريباً على الحصص!

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.