القصف على غزة والمزايدات

لا يمكن الاقتناع بأن هناك دولاً عربية تتواطأ مع الدولة الصهيونية في العدوان على غزة، مهما بلغت الخلافات مع سلطة حماس أو حركات فلسطينية أخرى لها توجهات مختلفة، هذا ما لا يصدق، خصوصاً وليس عليه دليل سوى أن هناك عجزاً عربياً أمام العدوان الصهيوني، وهو عجز قديم لم يرتبط بنظام عربي معين، في أوضاع عربية أفضل عجز العرب عن التصدي للعدوان على غزة، بل وعلى احتلال بيروت. لذلك لا يمكن القبول بالأقوال المتناثرة هنا وهناك أن دولاً عربية تؤيد أو تدعم هذا العدوان، وما يتداول في وسائل التواصل وبعض وسائل الإعلام أرى أنه من باب النكاية، هو أيضاً يعبر عن حال أخرى من العجز، كما يفتح الأبواب المشرعة للقوى الإقليمية لتسرح وتمرح.

عند كل عدوان إسرائيلي إرهابي على الفلسطينيين تبرز صراعات عربية – عربية، وهي تشتد كلما تصاعد العدوان، لكنها بلغت أقصى حالاتها مع الفوضى «الخلاقة». العجز أمام الغطرسة الإسرائيلية ليس جديداً، لكن أن يتحول إلى أداة ووقود لمزيد من الفرقة والتشظي فهو لا يصب إلا لمصلحة إسرائيل ودول إقليمية أخرى تلعب على الوتر العاطفي بالتصريحات الرنانة. هذا الواقع البائس جعل قنوات صهيونية وكتاباً ومحللين إسرائيليين مصدراً للأخبار والتسريبات، ينقل عنهم كل شيء ما دام يخدم مزايدة طرف ضد آخر، وعلى رغم أنه عدو يعلن نفسه بالقصف والقتل الممنهج، يتحول إلى مصدر معلومات «موثوق به» ويروج له.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على القصف على غزة والمزايدات

  1. مقال 11 نجمة !
    يكفيني منه ” المزايدات ”
    صدقني لن تزداد ظروف غزة إلا سوءا
    ما دام سكرتارية حماس يديرون هذه المغامرة من فنادق الدوحة و بتنسيق مع الصفويين الذين يريدون إشعال المنطقة بتوجيه من أمريكا
    داعش – غزة – الحوثيون
    فتش عن المستفيد
    وعن المستهدف وعن المتضرر
    أما أن يرمى صاروخا ليشجع الصهاينة على قصف الأبرياء
    فهذه شجاعة وبطولات .. حسب مواصفات نصر اللات

التعليقات مغلقة.