«تطبيق»… الفوضى عن بعد!

وصلت إلى قناعة بأن الفوضى الخلاقة عبارة عن «تطبيق» بلغة البرامج الرقمية تمت التهيئة المناسبة لنشره، ومن ثم تحميله على «القرص الصلب» – المخيخ – في الكثير من العقول، مؤكد أن له أسماء أخرى جاذبة لا تشير إلى فوضى أو دماء وحرائق، لكن النتائج أمامنا تؤكد أن تطبيقاً تغلغل في الأمخاخ وحصد النتائج، وفي المحصلة فإن العرب خلال الأعوام القليلة الماضية ضربوا رقماً قياسياً عالمياً في الفوضى مع عدد القتلى والمعوقين والنازحين مع التفكك والتقسيم، جرّاء القصف والقتل والتشريد، يضاف إلى هذا تدمير الموارد والبنى التحتية، وهو ما يعني مزيداً من التخلف والتأخر لمن بقي منهم.

ومثل أي برنامج «تواصل» حديث نجح التطبيق في الوصول إلى أهدافه، استطاع تشغيل الأفراد والمجموعات، وفي الأفق لا يوجد ما يشير إلى مواجهة لهذا التطبيق الخطر إلا تطبيقاً قديماً اسمه «حنا كويسين»، وهو من دون مواربة لا ينفع، هناك تغيير كبير حدث في عقلية الفرد والمجتمعات العربية، بل إنه في كل دولة عربية جرى تفكيك المجتمع فكرياً وذهنياً، في حرب على العقول والأفكار وتهشيم للإرادة.

والمثير أن الفوضى الخلاقة أعلن عنها كخطة، ولا أعرف هل تم الاطلاع عليها من المعنيين في العالم العربي كخطة تستهدفهم أم اعتبرت رواية من روايات الخيال الغربي مع توقع تحويلها إلى فيلم هوليوودي ينتهي بعد مشاهدته.

لماذا لم يتم الاستعداد لمواجهة الفوضى الخلاقة، السبب في تقديري هو تطبيق «حنا كويسين»، والتفكير في طرق جديدة لمواجهة ذلك أمر ضروري، لأن التطبيق باقٍ في القرص الصلب (الذاكرة)، ومن الصعب التخلص منه من دون إعادة تهيئة (فورمات)، وتحميل تطبيقات جديدة حديثة تتوافق مع التغييرات التي أحدثها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على «تطبيق»… الفوضى عن بعد!

  1. اليوم مقالك بنكهة تقنية أظنها نبعت من ” لاب توب” مفرمت ! :)
    على أية حال
    حنا كويسين هي الجملة ” الحبة” المسكنة التي أدمنت فتحول المرض الى مزمن ثم الى قاتل !
    لاتحرك ساكن !
    جعل الحارس في مكانه لا يتحرك
    فكان هدفا ثابتا لا يحتاج لقناص محترف ،
    بل يكفيه أحول ” ينشن ” عليه أكثر من مرة ليجهز عليه بألم !

التعليقات مغلقة.