(التقبيح والشيطنة)

البروز السريع والتمكين الذي حظيت به ما سميت بـ«الدولة الإسلامية» (داعش)، مع راية خفاقة جرى تسويقها بالحركة البطيئة ومن على تلة! يشير إلى خطط ودعم لا محدود، وحينما طرحت تساؤلات عن التمويل قيل إنهم استولوا على أموال من مصارف الموصل، وقبلها كانوا يبيعون نفط حقول استولوا عليها، وهذا غير مقنع، لأنه كله يحتاج إلى وجود بنية لوجستية ضخمة هي في «دولة وليدة»، وعلى أرض شبه محروقة.. غير متوافرة، لكن التمكين الحقيقي جاء من احتلال الموصل وترك جيش المالكي مخازن السلاح «الحديث» كهدية للدواعش، وفي العراق مع الوزارة الجديدة لم يطرح التحقيق في فضيحة القرن هذه، بل يتداول أن من صفقة تنحي المالكي عدم الملاحقة القانونية.

 البروز السريع والدموي مع تركيز ملاحظ للتأكيد على وجود «الدولة» و«الإسلامية» له أهداف لا شك، في المستوى الأدنى جذب الأتباع من السذج و«المستدعشين» ممن يصابون بعمى البصيرة عند رفع لافتة تدعي الدين، وفي المستوى الأعلى والأعمق شيطنة هذا المصطلح «الدولة الإسلامية» وما يفهم منه، خصوصاً مع ما تمارسه هذه «الدولة» من وحشية في حق السكان المدنيين من قبائل وطوائف، وما تقوم به ضد فصائل أخرى من مجموعات مسلحة في سورية بعضها – في المعلن على الأقل – على وفاق في الأهداف الرئيسة مع «داعش».

 الخاسر معروف هنا، الإسلام والمسلمون والسكان المحليون في العراق وسورية (ميدان الصراع)، أما الرابح فهو المستفيد، لنفتش عن المستفيد من خلط الأوراق؟ ظهور «داعش» خلط الأوراق وغيّر الصورة تماماً عمّا يحدث في سورية والعراق واليمن.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على (التقبيح والشيطنة)

  1. سليمان الذويخ كتب:

    هل يعقل أن تستمر مثل هذا النبتة الشيطانية دون قائد يسير بخطى مرسومة له ؟
    خاصة في ظل معادات وهمية لأمريكا والهالكي !

التعليقات مغلقة.