حضور المواقف باكراً

نعلم جيداً أن الممارسات الوحشية للمجموعات المتطرفة المتدثرة برداء الإسلام ليست من الدين في شيء، نعلم أن الإسلام هو دين الرحمة والإنسانية، وأن الإرهاب الذي يحدث باسمه ليس إلا ذريعة للوصول إلى السلطة أو تشويهه باستخدام السذج والمغرر بهم من دوائر لها أهدافها الخاصة.

إلا أن هذا لا يكفي لوحده، يجب أن يكون حضورنا في المحافل الدولية ووسائل الإعلام حضوراً باكراً ومستمراً، للتأكيد على ذلك، وتوضيح الفرق بين الإسلام الصحيح ومن يستغله أبشع استغلال، والحضور في صورة من صوره يعني إعلان المواقف من كل جريمة ترتكب سواء أكانت ضد مسلمين أم غيرهم، وعندما يأتي إعلان موقف يدين ويستنكر هذه الجرائم متأخراً يصبح أثره ضعيفاً، نحن هنا لا نوضح القضية للمسلمين فقط، بل للعالم أجمع، وتكرار ضخ صور الذبح والتقتيل والتنكيل وخطف النساء والتهجير ومن خلفها «داعش» أو «القاعدة» أو غيرها من ميليشيات طائفية مرتبطة بإيران، يربط بالإسلام وبكل مسلم. نحن في حال حرب فكرية إعلامية، لم نستعد لها، لأننا تعودنا على أدوات قديمة ومجال تأثير محدود مع تجزر أجهزة، أيضاً أعمالنا السابقة في هذا الصدد قصيرة النفس، ولم يكتب لها الاستمرار.

 من هنا يجب أن نسابق الزمن للمطالبة بمحاكمة كل من شارك وخطط ودبّر لمثل هذه الجرائم سواء أكانت تلك التي طاولت مسلمين أم غيرهم من الطوائف والملل الأخرى، بوصفها جرائم ضد الإسلام والإنسانية. واجب علينا أن نقوم بمهمة القيادة هنا، بل هو إلى الضرورة أقرب، وبلادنا مهبط الوحي وحاضنة الحرمين الشريفين.

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.