من عكّر الماء؟

في العادة يتهم المقاول بالتهاون والتلاعب عند إنشاء المشاريع، لكن الأمر اختلف في قضية نفق طريق الملك فهد بن عبدالعزيز مع تقاطع طريق الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام، نشرت «الحياة» الإثنين الماضي تفاصيل مضحكة مبكية عنه.

من أهمها، أن المقاول حذّر من عيوب في تصاميم المشروع الذي كلّف 52 مليوناً، ولم تلتفت له لجنة متابعة تنفيذ المشروع، وبعد ظهور العيوب وإغلاق النفق «الجديد» عاماً كاملاً احتاج إلى 48 مليوناً أخرى!

بعيداً عن هدر المال العام، لندقّق في تعطيل حياة السكان وجعْلِها أكثر مشقة، ويجب ألا ننسى إضافته لشحنات الإحباط وفقدان الثقة بالجهاز الحكومي، يمكننا تصور النتائج. أما العقوبة التي طالبت بها هيئة الرقابة والتحقيق فهي غرامة 80 ألف ريال فقط لا غير، لأربعة من موظفي الأمانة.

لكن المثير أن أمين المنطقة الشرقية عندما طلبت صحيفة «الحياة» تعليقاً منه، قال: «لن أعلّق على القضية»، مستدركاً:

«الإعــلام ومـــواقع التــواصل الاجتماعي يصطادون في الماء العكر ويشوهون إنجازاتنا، ولا يرون خططنا الاستراتيجية». انتهى كلامه.

بودي معرفة «خانة» الاستراتيجية هنا، هل هي رأس حربة أم حارس مرمى؟، وعلى رغم أن الأمين تولى الأمانة بعد قضية النفق إلا أن الجهاز الحكومي غالباً يغطي بعضه بعضاً، وبدلاً من أن يطمئن الجمهور بتلافي الخلل الإداري الذي أدى لمثل هذه الفضيحة الإنشائية الهندسية -ضع خطاً تحت الهندسية-، ومساءلة المصمم والاستشاري، فضّل رمي الإعلام بتهمة الاصطياد في الماء العكر، حسناً معالي الأمين.. من الذي عكّر الماء؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على من عكّر الماء؟

  1. أليست هذه هي نفس ” الأمانة” << مجازا .. التي كذّبت "نزاهة" !؟

التعليقات مغلقة.