اعترافات «شيول»!

لأن الأجهزة الرسمية في عالم آخر، عالم المكاتب وقاعات الاجتماعات المغلقة أو مؤتمرات خارجية، فهي عند كل حادثة إما أن تتبرأ منها أو تلتزم الصمت، ولأن لا جهة مؤثرة تراقبها وتحاسبها، يستمر الوضع على ما هو عليه، لتبقى القضايا والحوادث معلقة «المسؤولية»، تقدم على طبق من فضة، قدوة سيئة وسنّة أسوأ لبقية الأجهزة وموظفيها، بل والمجتمع بشكل عام.

مع هذا الصمت أو التنصل من المسؤولية وربما القفز منه إلى اتهامات للإعلام بالتضخيم والمبالغة لا بد إذاً من اللجوء إلى الجمادات والآلات.

انهار جسر تحت الإنشاء في الدائري الأول بمكة المكرمة، ونتج عن هذه الحادثة المأسوية وفيات وإصابات كما نقلت الأخبار، وربما يتزايد العدد، وظهر من التصريحات أن الساند الخرساني هو السبب، «لأنه ولأنه»، وكأن له عقل وإرادة، وهو بالتضامن مع «شيول» أنتجا الحادثة، مع استمرار صمت وزارة المالية المشرفة على المشروع أو الجهاز الحكومي المعني بالمشروع، ولا حديث عن مقاول واستشاري يشرف على المشروع إلا عند توقيع العقود، ولأن معدة «الشيول» أقرب للنطق من الساند الخرساني، لأن لها صوت معروف وحركة لا تخرج عن حدود التصميم، اقترح تقديمها للمحاكمة، نريد الاستماع لاعترافات «الشيول»، لا بد أن لهذه المعدة «قلب» و«حس» بعد أن شاركت بقتل وجرح أشخاص عدة، وانهيار «مشروع» تحت الإنشاء، أتوقع أنها ستنطق، بعكس آخرين من بني البشر، ستقول الحقيقة، نطالب باستدعاء «الشيول» لاستجوابه ومحاكمته، ربما نكتشف أنه هو الآخر ليس لديه «وازع» ويحتاج إلى توعية، لنحاكم «الشيول» ولو صوريا قبل إحالته للتقاعد وارسالة إلى ساحات التشليح.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على اعترافات «شيول»!

  1. الشيول يغترف ولا يعترف !

التعليقات مغلقة.