حتى لا يفوتكم القطار!

إذا لم يضع العرب جماعة الحوثي على قائمة التنظيمات الإرهابية، سيدفعوا الثمن مضاعفاً من أمنهم واستقرارهم، السعودية تقدمت في ذلك، لكن اللافت أنه حتى دول مجلس التعاون الأخرى وبقية الدول العربية لم تتناغم مع الإجراء السعودي، هل هناك أكثر إرهاباً من احتلال العاصمة اليمنية وقصف مبنى التلفزيون ثم السيطرة عليه والقتل ونسف المساجد والتهجير الطائفي، ماذا ننتظر؟

تصنيف الجماعة في قائمة الإرهاب يعني أن يتبعه تجفيف منابع التمويل لها، والامتناع عن استقبال ممثليها أو استضافتهم في عواصم عربية.

ومن الواضح أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي قانعان بالتصريحات، مجلس الأمن عندما اجتمع لأجل اليمن، لم يتمخض اجتماعه سوى عن بيان هزيل، وعلى رغم أن الصراع في اليمن تجاوزه، إلا أنه توقف عنده.

حصرت واشنطن التحالف الدولي في ضرب تنظيم داعش، وارتبكت بعد احتجاجات إيرانية على استبعاد الأخيرة منه، رفض كيري في البداية مشاركة إيران، واصفاً إياها براعية الإرهاب، ثم عادت الخارجية الأميركية بعد يومين للتصريح بدور إيراني محتمل في الحرب ضد تنظيم داعش!

تصحيح رؤية العين الغربية التي لا ترى سوى داعش واجب، ينطبق على الميليشيات المسلحة الطائفية في العراق ما ينطبق على الحوثي، جميع هذه الحركات المسلحة إرهابية طائفية لا تختلف عن داعش إلا بأنها تدار من دولة واحدة، هذه الدولة ترعى الإرهاب علناً، وتستخدمه كما استخدمت تنظيم القاعدة، وفيلق القدس ليس الوحيد الذي يعمل في الميدان.

تصاعد الأحداث جعل من الضرورة تبلور عمل خليجي عربي لتصنيف الحركة الحوثية في اليمن والميليشيات الطائفية الأخرى التي ترعاها طهران ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وما دامت واشنطن تخطب الود لرص حلف عربي دولي لمواجهة داعش، يجب على العرب استثمار ذلك، وتحقيق اختراق لوضع جميع هذه التنظيمات في مكانها الصحيح دولياً، ثم محاسبة من يدعمها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.