ترجمة حب الوطن

المحطة السنوية لليوم الوطني هذا العام فاقت في المظاهر والفعاليات غيرها من الأعوام، سواء أكان على الأرض أم في وسائل الإعلام، وحب الوطن ليس ذكرى سنوية نقف فيها ليوم، وكأننا طالب في حصة تعبير وإنشاء، يحك رأسه بحثاً عن مفردات لصفها تعبيراً عن حبه للوطن، ليس هناك خلاف على مثل هذا، على ألا يكون هو الفعل الوحيد الطاغي، والواجب أن نلتفت لكيفية ترجمة هذا الحب والاعتزاز إلى عمل يرص من بنيانه ويحصنه من الأخطار واعياً باستحقاقاته، إننا بحاجة إلى العبور من واجهة الشكل «الفرائحي» اللحظي إلى عمق مضامين التحديات والتطلعات.

ووسط الورشة الضخمة من المشاريع وأعمال البناء والآمال المستقبلية بغدٍ أفضل تنمية وتطوراً واستقراراً، يجب ألا نغض النظر عن سوس ينخر في المجتمع، ويسبب الإحباط ويسهم في التذمر والتشرذم، وإذا كان قد كتب الكثير عن الفساد وضرورة مواجهته المواجهة الفاعلة وعدم حضور المحاسبة الحضور المؤثر، فإن القليل كتب عن التصنيفات السياسية والدينية التي أصبحت من الأخطار الظاهرة الكامنة.

 الأخطار الخارجية وقودها أخطاء داخلية، ومن أدواتها شق الصف من خلال تصنيفات تحزبية لتيار أو فكرة، والتهاون في عدم الاهتمام بذلك وعدم العمل على الحد من أخطاره، لا يشير إلا إلى تكيف معه أو تغافل عنه، وكلاهما خطر!

 إن الوطن يحتاج منا إلى أكثر من الشعر والنثر، يحتاج إلى ارتقاء بالفرد ليشعر أنه جزء من كل، وليتناغم مع من حوله حتى لو اختلف معهم، هو- أي الوطن- في أمس الحاجة إلى صدارة القدوة الحسنة البعيدة عن التسلق والتقلب وركوب الموجات الداخلية والخارجية لمكاسب ضيقة. ومثلما أن هناك خلايا نائمة هناك أيضاً خلايا هائمة تتجاذبها الأمواج يمنة ويسرة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.