أنفلونزا «الهاشتاق»

يكفي افتعال عنوان بصيغة «الهاشتاق» على «تويتر»، حتى يندفع الكثير وراءه، من دون فحص أو تدبر، وقد يكون في العنوان شيء من الصحة، لكن قليل من يفكر في الفائدة من وراء إعطائه حجماً أكبر مما يستحق، مثل هذا كمَنْ تعجبه عبارة لسجع فيها ليلقيها في «تويتر» غير عابئ بآثارها، واحتمالات سوء استخدامها، الأمثلة كثيرة، سواء في التعليق على أحداث أم في تغريدات كتبها شخص أو مجموعة تدير حسابات، والحسابات في «تويتر» كما «الفيسبوك» وغيرهما من وسائل التواصل ليست بالضرورة تظهر ما تبطن، ولا يعني عنوان أو تعريف وضعه من يديرها أنه يلتزم به، وخلال الفترة الماضية اشتعلت حمى جمع المتابعين، ولكل غرض من ذلك، البعض طلباً للشهرة بما يتبعها من تحقيق منفعة مادية، وبعض آخر للتحريك والتحريض لمصلحة جهات خارجية، وكان من اللافت عدم اهتمام أجهزة رسمية بمسميات حسابات مخاتلة، عناوين جذابة بعضها يتلاعب بالمسمى وكأنه جهة رسمية.

ومثل كل أنفلونزا تنتشر أنفلونزا «الهاشتاق» بالرذاذ، فايروسه حروف تصيب من لا يدقّق ليعيد عطسها مرة أخرى.

والاندفاع سواء كان سببه العاطفة أم ما يطلق عليه البعض «الطقطقة»، يزيد من تفشي هذه الحمى ليتلون لاحقاً بأبعاد مختلفة، إما حزبية أو طائفية وربما قبلية، والناس تبحث عن المثير، ويكفي أن يكتب حساب بمسمى الشيخ فلان «حتى ولو كان المسمى على سبيل التهكم» تغريدة ضد فئة أو تتنافى مع الحس أو الذوق العام، حتى يجتمع حولها الكثير، أغلبهم من باب حسن النية، إما حماسة أو «طقطقة»، لكنهم من حيث لا يشعرون يسهمون في ترويجها. مثل بذرة شجرة أشواك، يروونها هم من حيث لايعلمون.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.