سقوط الأمانة

سقطت الأمانة قبل سقوط طفل ووالده ووفاتهما في فتحة تصريف بجدة، سقطت الأمانة خصلة نبيلة، وجهازاً حكومياً، ليست هذه «الحفرة» المهملة الوحيدة في شوارعنا، تجد أمام المركز التجاري الفخم المشيد بالرخام حفراً ومحولات كهرباء واتصالات مكشوفة، الرصيف للبلديات وللمتسوقين، وفي الطرقات الجانبية ماهو أكثر، خطر ينتظر الضحية.

 الأمانات والبلديات تبرز كفاءتها عند توقيع العقود للمشاريع، وفي مناسبات الاحتفالات والزينات، هنا يكون النشاط مضاعفاً والإجراءات الإدارية تتخطى العقبات المالية، ماذا يفعل مراقبو الأمانات كل يوم؟ ماهي أولويات الرقابة في جداولهم اليومية؟ هل هي محصورة في التفتيش عن مخالفات بحثاً عن غرامات فقط؟ هل يتم عمل مسح أسبوعي لكل حي لاكتشاف أي خلل؟، بالطبع لا، حتى البلاغات تهمل.

 حرصت الأمانات على الجوائز الخارجية لتحقق فشلاً مضاعفاً في الداخل، كان من المفترض أن أية حادثة تشكل خطراً على سلامة حياة الأطفال والكبار تقرع جرس الخطر لمنع تكرارها، لكن هذا لا يحدث في بلادنا، بل إن فكر استثمار المشكلة لن يتواني عن طرح مشروع بالمبلغ الفلاني لإصلاح الحفر وفتحات التصريف المهملة، وتلك التي سدت بقطعة خشب لتتحول إلى فخ، لن يتوانى هذا الفكر عن استثماره ليظهر في خبر عن عقد ضخم لا يدقق أحد في نتائجه على الأرض.

 مأساة أسرة في جدة تسأل عنها أمانة جدة، مع عظيم العزاء والمواساة للأم الزوجة ولأسرة المتوفين رحمهم الله تعالى.

في الرياض العاصمة نشاهد ساحات بلدية شيدت للتنزه والرياضة، وصلت إلى درجة من الإهمال حتى لا يعرف هل تم تسلّمها من المقاول أم لا؟ وفيها من الخطورة مع كثرة المرتادين المشاة الشيء الكثير، بل إن بعضها تحول إلى مواقع عمل لشركات المقاولات وآلياتها الضخمة تحت نظر إدارة الأمانة المفقودة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على سقوط الأمانة

  1. نتمنى استبدال ” امانة” وإعادتها لبلدية فهو الأفضل ..
    حتى لا تسقط الأمانة من قلوبنا كما اسقطتها البلديات من عيوننا ! :(

  2. عبدالعزيز الهزاني كتب:

    صباح الخير…… بوأحمد
    قضاء وقدر …… جل من لا يسهو….الشيول هو المسؤل.. يمكن..؟ …”عادي..!..”
    سيدي العزيز عبدالعزيز…. بخيالك حاول أن تعيش الدقائق التي قضاها والد الطفل وهو يصارع لأنقاذ أبنه فى ظلام دامس ورائحة كريهة يستنشقها بقوة كبيرة وأبنه بيده قد ضمه بقوة اليه.. فتارة يهوي الى المياه القذرة فيدخل فى فمه …ويحاول… ويحاول… ويداه وعيناه تارة على أبنه الذي أصبح فى يده جثة وتارة الى الاعلى .. فيتهول رعبا وخوفا.. وشفقا على ابنه هل فارق الحياة.. وقد..سأل نفسه وماهي حياتي عندما أفقد ابني بين يدي..؟ ورائحة المجاري هي مصدر الهواء للحياة…؟
    أخ يابلدي…
    تحياتي للأوادم فى البلدية …. أّذا فيها أحد…!

  3. abdulrahman alrezehi كتب:

    الحديث عن بلديات المدن وامنائها هو ما يشغل المواطن عندما يرى التقصير الملاحظ سواء فى تاخير المشاريع او فى اهمال اكمالها على الوجه الصحيح فبعض الحفريات يتاخر اكمالها او ردمها لعدة سنوات احيانا واتوقع ان جزء من اسبابه هو عدم تحرك الرئيس او الامين من مكتبه فى جولة ميدانية ليشكر من احسن ويلوم من قصر وكان فى خاطرى مقترح بالنسبة لتقييم او تقويم عمل كل مسؤول عن مدينه والمقترح هو ان يعين هذا المسؤول على المرتبة العاشرة مثلا ويقوم عمله خلال سنتين الى ثلاث ثم يرقى ويستمر تقويمه الى ان يصل للممتازة خلال بضع سنين او تحجب عنه الترقية اذا لم ينتج اما ان يعطى الممتازة ابتداء فما هو الحافز اذا يا مواطنينا ادخلوا المطاعم من الخلف لتروا نوع العاملين ونوع الاوانى السيئة بل زوروا المطاعم بعد المساء وانظروا الى ما بقى من الاكل اين يضعونه ليقدموه فى اليوم التالى للزبائن بل ما هو نوع اللحم المبرد وما ذا يضيفون اليه من البودرات الممنوعة عالميا

التعليقات مغلقة.