في سورية … لا قيمة للأحياء

دخلت إيران بقوة السلاح علناً إلى سورية بذريعة حماية ضريح السيدة زينب – رضي الله عنها. نزع حسن نصرالله ذراع إيران في العالم العربي كل الأقنعة وأعلنها طائفية، وإذا قيل إن مجموعات مسلحة في سورية أعلنت الطائفية يرد على ذلك بأن حزب الله يمثل في جانب يعلنه وتغذى عربياً عليه، حكومة ودولة لبنان، نأت الحكومة بنفسها ولم ينأَ بنفسه، لأن النفس والهوى والمصير مرتبطة هناك بطهران لا في بيروت. وبدلاً من صورة بشار الأسد كانت صورة ضريح السيدة زينب هي المستخدمة لإذكاء نيران الطائفية.

 في جانب القوة الإقليمية الأخرى، تركيا أعلنت مراراً أنها ستتدخل إذا ما تم مس ضريح سليمان شاة التركي في سورية، تخيل أن هناك بقعة في سورية «العروبة والصمود والمقاومة» تحت الهيمنة التركية. وتركيا أردوغان وأوغلو لم تترك خطاً أحمر إلا وأعلنته منذ ما قبل التدمير الثاني لمدينة حماة. تهاوت خطوطها الحمر، لكنها بعكس إيران قريبة من النار، حدودها على طرف اللهب، تشابكات الجغرافيا السكانية مثلما تستخدمها يمكن استخدامها ضدها، على العكس من إيران المتحكمة بالعراق حكومةً وأرضاً فلم ينل حدودها ضرر، بل يجري حشد «داعش» بعيداً.

 في سورية المشتعلة لا قيمة للأحياء. البقاء لحضور تاريخ الموتى، تُستدعى حرب الأضرحة كلما كانت هناك حاجة، والثابت في هذه المحرقة أن الإنسان السوري والعراقي هو من اكتوى ويكتوي بالنيران.

 لا شك أن تركيا أقرب إلى العرب من إيران. مشروع الأخيرة لتصدير الثورة مستمر منذ ثلاثة عقود، لكنها (تركيا) في بحثها عن استثمار الربيع العربي «عثمانياً» أخطأت خطأً جسيماً، أحدث ذلك حذراً وتوجساً منها، لا عثمانية إلا على أشلاء الدول العربية. وهو ما يستدعي إعادة حسابات من السياسيين الأتراك، خصوصاً والضغط الأميركي-الغربي عليها يشتد للتدخل في «كونالي»، فخ تحتاط منه أنقرة، لكن إعادة الحسابات التركية مع العرب أقرب إلى الأمنيات، حين نتذكر أن رئيس الوزراء الحالي هو عراب استدعاء التاريخ العثماني.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.