فساد في الذوق العام!

استشراء «صناعة» المقاطع والصور لاستحلاب الضحك و«الإعجاب» لا يمكن وصفه إلا بالهبال الذي يشير إلى اعتلال، وإذا كانت بعض المواقف المصادفة قد تستدعي ضحكاً لدى البعض، فإن المصطنع منها لا يدعو إلا إلى الأسى على عقول أنتجته، وبحثاً عن «الإعجاب» وشهرة الانتشار، قام البعض باستخدام مساكين ومضطربين نفسياً وأطفال، ولم يستثن من ذلك إيذاء الحيوانات وقتلها والتفنن في ذلك من شباب ورجال لا يبدو عليهم ظاهرياً الاعتلال، ونفوس تستمتع بذلك وتروّج له لا شك هي أيضاً أنفس غير سوية، إنه في أضعف الأحوال قبول ورضا به.

وإذا كان البعض يصوّر نفسه بحركات أو كلمات ثم ينشرها على وسائل التواصل لغرض الإضحاك بها فهذا شأنه، لكن أن يستخدم ويستغل غيره، وربما يشتمه، ثم يجد قبولاً وانتشاراً، فهو مؤشر مزعج على فساد الذوق العام، ينذر بانعكاسات سلبية أشد.

لا شك في أن أحد الدوافع لتزايد مثل هذه الممارسات «الرقمية» هو البحث عن «الأكثر انتشاراً» و«الأكثر تأثيراً» يضاف إليها الأكثر «تحميلاً» للمقاطع المصطنعة، وهي فقاعات لا تلبث وأن تنفجر، لكنها تخلف ندبات في الذوق العام، لماذا؟ لكونها مررت و«طبعت» هذه الممارسات «الشاذة»، وهي شكل من أشكال القبول يرى فيه الفاعل نجاحاً كبيراً يغذي توق آخرين للسير على جادة نجاحه المزيف واعتباره قدوة، ومن المؤكد أن استمرار ذلك والتكيف معه سينعكسان مستقبلاً على الأخلاق العامة.

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.