«الإخوان» وإيران .. آن الأوان

لدينا نموذج قديم وبسيط على الفهم يؤكد أن التماشي مع السياسة الغربية والأمريكية خاصة لا يحقق نتائج مفيدة لنا في العالم العربي، بل قد يؤدي إلى العكس من ذلك، ولنا في قضية فلسطين المحتلة أوضح تجربة، بل إن الثقة بسياسة واشنطن ومن خلفها أوروبا في جدية البحث عن حل لفلسطين مكن إيران من استغلال هذه الورقة دعائياً بدعوى المقاومة، لتحقق مكاسب كبيرة على حساب الدول العربية.

العرب الآن أمام واقع جديد لا يخفى خطره على أحد، وتمثل إيران بسياسات خامنئي المصدرة للقلاقل والحروب والطائفية أكبر خطر يواجه الدول والشعوب العربية، ولا يتوقع من المجتمع الدولي أي تحرك لمواجهة ذلك.

وأحوال الدول العربية لا تسر، دول ما سمي الربيع العربي تشترك في عدم الاستقرار بنسب دموية مختلفة، ما بين حروب أهلية طاحنة وإرهاب. هذا الوضع المأساوي يحتم حضور العقلاء وإعادة النظر في السياسات، ولعل أهمها وحدة الصف الداخلي، لعل أهم سؤال هنا هل الانشغال «بالإخوان» أهم من الانشغال بخطر إيران!؟. وإلى أي حد استثمرت إيران هذا الانشغال ولعبت عليه لتحقق مكاسب جمة.

السؤال نفسه يوجه أيضاً لتنظيم «الإخوان المسلمين» العالمي، هل الاستمرار في مشروعهم السياسي عامل هدم أم عامل بناء؟ وما هي الخسائر التي تحققت من ذلك؟ مما لا شك فيه أن تنظيم «الإخوان المسلمين» وخصوصاً بعد عزل الرئيس مرسي لم يراجعوا سياساتهم كما لم ينتهزوا فرصاً لاحت خاصة في مصر.

الواقع العربي المر بحاجة إلى مصالحات وتنازلات، وإلا فإن السيادة ستكون لاتفاق إيراني غربي على حساب المصالح العربية، مصالح الأنظمة والشعوب.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.