ومن البعوض ماقتل

فتحت حمى الوادي المتصدع ملف جازان ومثلما سببت الوفاة لبعض المواطنين يرحمهم الله ،فقد سببت صداعا لاخرين، ومن حسنات المؤتمر الصحفي لأصحاب المعالي الوزراء ،الذي تمنينا لو حدث في وقت أبكر لتطمين النا س ،أننا سمعنا منهم مباشرة عن النقص الحاصل ،وزير البلديات أشار الي أن احدى عشر موظفا يخدمون اربعمائة قرية!، وزير الصحة اكدبعض النقص الحاصل في الاجهزة، وزير الزراعة اوضح ان الماشية المهربة هي السبب،وهو مايبعث علي الحيرة في سرعة انتقال المرض الي 153 ألف رأس من كم رأس مهرب ؟، فهذا رقم كبير يضع علامة استفهام كبيرة  ،
 لكن بيني وبينكم البعوض مايشاور أحد·
وكان الاولى أن يستخدم التلفزيون والاذاعة للتوعيه ، ماذا تفعل في عنز نافقه؟، اذا شعرت بالاعراض التاليه اتجه الي الموقع الفلاني؟، اذا شككت في ماشيتك تعال عندنا ؟،وهكذا·
لكن الاستياء البالغ من الصحافة غلب علي المؤتمر رغم انها شاركت بفاعلية في تركيز الاهتمام بالقضية التي عولجت  من منطلق مساسها بحياة البشر،  وأجزم انها سهلت مواجهة الوباء، ولم الحظ اي مبالغة صحفية خلاف اشارت احدي الزميلات الي الملاريا وهو امر لايستحق كل هذا الانزعاج، لكن رب ضارة نافعة ولعل هذه التجربة المريرة تنفع  ويستفاد منها من كل الجهات، فلا ننتظر اوبئة ومصائب  لفتح الملفات·
 كعادة الكتاب كنت أحلم بإستئناس البعوض بحيث يستخدمه البشر لدعم احتياطي بنوك الدم التي  تشتكي من نقص كبير، فيصبح لدى كل بنك دم فرق من البعوض تدوام كل ليلة، وقد كتبت عن ذلك في زمن مضي، لكن ذلك يبقى حلم كاتب و”أحيانا” ما يكون حلم الكاتب مثل الحمل الكاذب، الا انني لا احلم الان بل انا مندهش ان يظهر الوزراء في التلفزيون ويقولون ان لدينا نقص في كذا او كذا، الصحافة لم تتجاوز نشر النتائج وفي مستهل الامر كان القول بأن حمي الوادي المتصدع لاتنتقل من البشر الي البشر ولكن  العزل  للمصابين  وطريقة التعامل معهم التي شاهدناها في الصور تشير الي أن ذلك قد يحصل  وهذامن التوعية غير المباشرة! التي اضطلعت بها الصحافة المزعجة،  المهم في نظري التحقيق في كيفية حدوث ما حدث ، والاجابة علي السؤال كيف دخل المرض الي ارضنا؟ ولماذا لم يكتشف باكرا؟ ولعلنا  لانقيد مسؤولية ذلك ضد بعوضة أو تيس!·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.