يد تصمم وقدم تزل في حفرة!؟

لا بد لسكان مدينة جدة من الاعتراف بمستوى الرفاهية «المرتفع» الذي يعيشونه، كيف لا وأمانة عروس البحر الأحمر تخيرهم بين تصميمات عدة لسوق السمك الجديد، كل تصميم أكثر «رفاهية» من الأخر، شكلاً على الأقل، ومن واقع الرسومات «الهندسية» المشرئبة إلى المستقبل المنشود! لم تكتف الأمانة بذلك، بل حضت المواطنين على المشاركة في الاختيار، وإذا لم يقتنع أهل جدة عليهم زيارة سوق السمك بالرياض!

وانظر رعاك الله إلى الفرق بين الأمانة والمواطن الأولى تذهب في اتجاه الجمال والعلو بالتصاميم الحديثة المنسدلة والثاني ينظر إلى الأسفل للتأكد من سلامة طريقة!

يد تصمم وقدم تخشى أن تزل في حفرة، هذا واقعنا، يمكنك لصقه في جسد واحد لترى أحد أسباب عدم تحركنا وكثرة الصراخ بيننا.

على «تويتر» رد أمين مدينة جدة على أحد الإخوة المغردين الذي سأل عن حفرة التصريف الشهيرة بأن يتوجه بالسؤال إلى شركة المياه الوطنية، علّق مغرد آخر يدعو للأمين ويضيف ما معناه رضا الناس غاية لا تدرك.

والبعض منا يضع أمثالاً أو حكماً في غير مواضعها، الشاهد أن سكان جدة في قضية حفرة التصريف المكشوفة لا يطالبون سوى بالسلامة من الموت و«التكرفس» في حفرة، وبين هذا وبين الرضا مسافة هائلة! والسكوت عن التقصير أشد خطأ منه، «أمانة جدة» وغيرها من الأمانات مسؤولة عن المراقبة، وكون شركة المياه أساءت بعدم الاهتمام بمواقع تخصها حتى تحولت إلى فخاخ تقتل الرجال والأطفال لا يعفي الأمانة من التقصير ووجوب المحاسبة لكليهما.

ثم إن وزارة البلديات – الأم الحنون للأمانات – سبق وأصدرت مواصفات لغرف التصريف وضمن شروطها الفنية وضع شبك تحت غطاء غرفة التصريف، ما يحمي من السقوط فيما لو سرق أو اختفى هذا الغطاء، فلماذا لم تحاسب الشركات التي لم تضعه؟ وكيف تم إصدار شهادات البلدية لمراكز أو مواقع فيها ما فيها؟.

أما طرح رسوم تصاميم سوق السمك في جدة للمواطن ليختار بين ثلاثة منها، فهو مؤشر على الحال «المخملية» التي يعيشها المسؤول في الجهاز الحكومي، يد تصمم غير معنية بقدم تزل في حفرة مكشوفة.

وهو واقع يشير إلى أن هذه اليد لا علاقة لها بتلك القدم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.