حمى النهم

نحتاج إلى مصل مضاد لداء النهم، هذا المرض المستشري أخطر من «كورونا» ومن «إيبولا» وغيرهما من أمراض انشغلت بها أجهزة الصحة المحلية والعالمية.

الشخص النهم فاقد للإحساس بالشبع، هو لا يشبع من مال أو من غيره، لديه كرش افتراضية لا حدود لطاقتها التخزينية ومن دون نطاق واضح المعالم، وهو بالتأكيد فاقد للإحساس بالآخرين من حوله، فاقد للقيمة مثل ماكينة، حواسه تختلف عن حواس البشر الأسوياء. والشبع مضاد للجوع والشعور به، هنا يتعدى الجوع للطعام إلى جوع لكل ما يمكن الوصول إليه بأية وسيلة، معضلة هذه الرغبة الجامحة أنها على خلاف حواس خمس معروفة تلك التي تضعف مع التقدم في السن أو الوصول إلى مرحلة من النضج والتفكر في الحياة، وعلى النقيض فإن هذا الشعور بالجوع النهم يتفاقم ويزداد لدرجة يتحول فيها إلى شراهة محصّنة ضد الإصابة بالتخمة، إن المعدة هنا قادرة على هضم الحجر والبشر، لا تصاب بالعسر،

وليس هناك من تفسير لقضايا الفساد الكبيرة بالملايين من الريالات والكيلومترات إلا الإصابة بحمى النهم. وعلى عكس الحميات الأخرى هي لا تخضع للعزل، ولا يخاف الكثير من الإصابة بالعدوى منها، بل ربما يتقرب البعض من مصاب بها! هذا البعض من طالبي القرب ينظرون إلى هذا النهم كقدوة وبطل قصة نجاح «عصامية»، لذلك قالوا من «حصل شيء يستاهل» بعيداً عن كيف تم ذلك؟ ولِمَ لا؟ وهم يرون أن من أصيب بداء النهم تحول إلى «حلم» يطمحون إليه.

وإذا لم نضع قائمة للمصابين بالنهم لعزلهم عن المجتمع والاقتصاد الذي ينتظر منه الكثير من الحلول لمشكلاتنا، فإن فايروس النهم سينتشر متجاوزاً اجتياحه المال والأراضي إلى اللحم والعظم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على حمى النهم

  1. الشق اوسع من الرقعة ولا نعلم ما هو نهاية مطاف أصحاب الجشع والطمع والنهم.

  2. عبدالعزيز الهزاني كتب:

    ………………………………………..مــــن أمــــن الـعـقـــاب أســاء الادب……………………………………

التعليقات مغلقة.