لماذا لم تحضر الجماهير؟

مع أن كرة القدم هي الشغل الشاغل لكثير من شباب الوطن ولدورة الخليج تاريخ تنافسي كروي جاذب بين المنتخبات، لم يحضر افتتاح «خليجي 22» ولقاء المنتخب السعودي بالقطري إلا عدد قليل من الجماهير.
ما هي الأسباب وماذا تخبئ في دواخلها؟
أجتهد في الإجابة مستشرفاً ما هو أهم من دورة أو مباراة كرة قدم.
رياضياً أو كروياً بالأصح، الكرة العربية والخليجية استلبت ولم يعد لها ذلك الأثر «الفني» المغري في نفوس الجماهير، وخصوصاً مع سطوة حضور ومتابعة منافسات الأندية العالمية، لذلك نجد للمشجعين نادياً عالمياً، إسبانياً أو إنكليزياً مثلاً، ولهم نادٍ محلي، بمعنى نصف التعلق العاطفي تم استلابه. ولنا في انتشار تسويق شعارات وأردية  الأندية العالمية لدى الأطفال والفتيان مع أسماء نجومها خير دليل.
من زاوية ثانية، الإعلام الرياضي المحرك والمستقطب للجماهير هو في الحقيقة إعلام أندية يقوم أساساً على «التشجيع»، وهو مرض قديم، هذا من المهم، ولكن الأهم ولتقريب وجهة النظر، يشبه النادي القطاع الخاص، في حين يشبه المنتخب القطاع العام، الأخير الكل يعتقد أن هناك من هو مسؤول عنه أكثر من مسؤوليته هو، لذلك تضيع المسؤولية. أما القطاع الخاص «النادي»، فالمسؤولية عنه فرض عين لا فرض كفاية، بعكس «العام» التي يعتقد كل طرف مسؤول فيه أن هناك من سيكفيه.
حسناً.. نستلهم واقع كرة القدم وحضور الجماهير، لنرى أن الحال الوطنية لا تختلف عنها، بدلاً من الأندية هناك «تيارات فكرية» و«اقتصادية تجارية»، وهي تتصادم وتتضارب فيما بينها ولو على حساب المصلحة الوطنية.

الاستقطاب العاطفي الذي حصل للجماهير في كرة القدم من «الكرة العالمية»، حدث ويحدث مثله في واقع المشهد العام لفكر وثقافة وتوجهات سياسة وتجارب تنمية خارج الحدود.
لعلي نجحت في إيصال وجهة النظر، أما الجماهير الكروية فأتوقع ازدياد عدد حضورها مع كل مباراة قادمة للمنتخب في «خليجي 22»، لكن بعد أن يدخل «محقق الآمال» في حسبة النقاط وانتظار هزيمة ذاك المنتخب أو تعادل آخر!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على لماذا لم تحضر الجماهير؟

  1. مل الجمهور من مسرحية هزلية اسمها دورة خليج
    مجاملات و شكليات
    ومنتخب يصرف الملايين على مدربين متدربي الدمجة
    قد تنجح الدورة لو كانت وطنية 100% بدون مدرب اجنبي وبدون حكم أجنبي

التعليقات مغلقة.