جائزة الضفادع والنسور

يحقّ لسكان مكة المكرمة الترشح لجائزة الصبر على تكدس النفايات ويتوقع أن يحصلوا عليها مع مرتبة الصبر الجميل، وكنت أتخيل أن ما يتردد في وسائل التواصل عن حالة النظافة في مكة محصور في أحياء محدودة، لكن اتضح لي أن الحالة عامة في العاصمة المقدسة. على الأرض أسراب الذباب والنفايات مكدسة وفي الجو تحلّق الطيور «القمامة» وظهرت الضفادع في مستنقعات. ولا يعرف حتى الآن السبب الجوهري الذي جعل النظافة في أطهر البقاع تصل إلى هذا المستوى على رغم رصد موازنات ضخمة وماذا يخفي كل هذا؟

الطريف أن أمانة العاصمة المقدسة هي الأمانة الوحيدة التي تشارك في فعاليات المؤتمر والمعرض الدولي للخدمات البيئية 2014 بمدينة ليون الفرنسية! فهل هي مصادفة جميلة نظيفة، وهل سيأتي الوفد بجائزة تميز معه؟ وبحكم أن المعرض يتعلق ببيئة المدن يمكن لأمانة العاصمة المقدسة أن تعرض تجربتها المبتكرة عالمياً، الإصحاح البيئي الذاتي، البيئة تنظف نفسها بنفسها، على الأرض تقوم فرق الضفادع المظفرة بالقضاء على البعوض والذباب، ومن الجو ببصر حاد تمسح النسور والغربان «القمامة» بحثاً عن غنائم سمينة بين أرتال النفايات المتكدسة، تنوع في المكافحة ومن البيئة إلى البيئة، بدلاً من الرش وآثاره الضارة على الإنسان الذي هو «محور التنمية وهدفها النبيل».

لا يعرف حتى الآن السبب الحقيقي لما آلت إليه أوضاع النظافة في مكة المكرمة، لا يظهر مسؤول يشرح للناس، لماذا ومتى؟ وكأن الأمر لا يعنيهم. ومهما كان السبب فإن الإنقاذ واجب، ويمكن أن يتزامن مع نبش ملفات عقود النظافة وأسلوب عمل الأمانة، أو يُعلن أن عقد النظافة قد فازت به الضفادع والنسور.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.