الاحتطاب الجائر .. مستويات!

حينما أرى مقاطع تصور الاحتطاب الجائر وحمولات سيارات من أغصان وجذوع أشجار الصحراء القليلة والنادرة، أصاب بغصة، لعلمي بأنه ليس كل من احتطب محتاجاً لهذا الحطب، بمعنى أنه قادر على شراء مستورد، وترك هذا القليل لحماية البيئة الفقيرة، ليس كل! نعم فهناك من يمتهن هذا العمل ويعيش مع أسرته على مردوده، لكن تتراجع هذه الغصة من حلقي، حينما اقرأ أخباراً عن الاحتطاب الجائر في المال العام، في العقود والبنود «وشيء لزوم الشيء أعلاه»، في تحول الصناديق إلى مباخر!

 أصل إلى نتيجة أن هذا من ذاك مع الفارق الشاسع، لكن يجمع بين الفئتين ألا حاجة «حقيقية» هناك لهذا الاحتطاب الجائر.

إهمال الشأن الكبير يخفف من الاهتمام بالشأن الصغير، ومواجهة الفساد الإداري توقفت عند حدود الدغدغة، النتيجة تكيف مع هذا الفساد حتى أصبح من الشائع النظر إلى نتيجة العمل من دون اهتمام بمستوى فساد محتمل فيه، بمعنى القبول والرضا بمستوى من الفساد ما دام هناك نتيجة على الأرض لعمل فيه نظر.

التحذير من التكيف مع الفساد من نافلة القول، خطر الفساد أكبر من أي خطر، لأنه ينخر في عقل فرد هو لبنة في جدار هنا أو هناك، محولاً إياه إلى ثقب يزداد اتساعاً، ثقب يسمح بنفاذ كل ما لا يخطر على بال.

في حقيقة الأمر مع كل ما شيّد ودوّن وصدر لأجل مكافحة الفساد وسنوات من «العمل» على ذلك، نحن لا نقوم بمواجهة الفساد فعلاً بل نلاعبه، وهو مراوغ وهداف! لهذا نستمر في تحقيق خسائر أكثر من ضياع أموال، خسارة رصيد متبقٍ من النزاهة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.