مواقف راسخة

السعودية أكبر من أن تتأثر بمشاعر سلبية لدى قلة من العرب وغير العرب هنا أو هناك تجاه المصاب الذي فجعت به الأمة والبلاد بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله وغفر له.

 وسياستها تجاه قضايا العرب والمسلمين راسخة لم تتغير لهذا السبب أو ذاك، والذي يتذكر ما حدث في الشارع العربي حينما غزا صدام الكويت، وقررت المملكة مواجهته واستعادة الكويت لأهلها، لا ينسى ما حدث في ميادين أكثر من بلد عربي من مظاهرات وجيشان ضدها وضد كل دول الخليج، التعاطف مع ذلك العدوان السافر من دولة عربية ضد جارة عربية كان صادماً للسعوديين والخليجيين وشرفاء العرب، بعض ذلك الجَيَشان كان بتأثير سياسات حكومات دول عربية كانت على الخط مع سياسات صدام ومغامراته التي مازال الوطن العربي يدفع ثمنها حتى الآن، وما يعيشه المواطن العربي كانت تلك بذرته الأولى.

 هذه الصدمة لم تغير سياسات السعودية، وهي أيضاً لم تغير تعامل المواطن السعودي مع بعض عرب رقصوا فرحاً بغزو صدام وتهديده بلاد الحرمين، اعتبروها تصرفات فردية، لم يتم فرز جنسيات، ولا تعامل استثنائي مع جنسية لتصرفات مجموعات منها، والسبب أن ما يحكمنا هو المبادئ لا ردود الفعل العاطفية. من ذلك، تصرفات حدثت، سواء من فلسطينيين في القدس أم طائفيين ومغرضين على الأرض أو في فضائيات. بحكم ما يحمله السعوديون من محبة للخير ويعملون على ذلك بما يفيض خارج حدود بلادهم يتوقعون ليس رد جميل، بل عدم الإساءة، يمكن تفهّم صدمة البعض بمشاعر كراهية أو شماتة. قبل أن ننتظر مشاعر مودة أو مشاركة مصاب، يجب أن نتقصى ونتأكد من صدقية ونظافة تعامل تقترن فيها الأفعال بالأقوال.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.