وماذا عن العروبة؟

لا شك أن أحلاماً كُبرى لشعوب عربية تحولت إلى كوابيس، تطلعات وطموحات مشروعة للغالبية الساحقة منها فرضتها احتياجات ضاغطة وجمود أحوال طال أمده، استخدمت واستعلت، محصلة نتائج كارثية، وفي المتوقع أن تستمر حالة المراوحة الدموية صراعات على السلطة مع خسارة متفاقمة تدفع ثمنها الشعوب، وفي حين كانت الشعارات ديموقراطية وحقوقية في البداية تحولت إلى دينية وطائفية بعد تراجع استخدام الحشد الجماهيري،

في المشهد العام للصورة وبعيداً عن التفاصيل وقبل طرح سؤال عما هي الجهة أو الجهات التي حققت أكبر المكاسب، واقع الأمر أن العرب هم أكبر الخاسرين للحاضر والمستقبل المنظور، دولاً وشعوباً، وتحققت مكاسب لأكبر قوتين إقليميتين في المنطقة إيران وتركيا، لكن إيران كانت مكاسبها على الأرض أكبر بكثير.

استخدمت الأحزاب السياسية الدينية مع الطائفية لاختراق العروبة الهوية، هذا المكوّن أصبح مشتتاً متشظياً ما بين هذا وذاك. صحيح أن العروبة استخدمت في عقود ماضية من أحزاب كسلّم للوصول إلى سلطة استبدادية لحزب أو أقلية، لكن هذا لا يعيبها بل العيب والنقص في من استغلها.

الدول العربية في مأزق، والجيران الكبار متحفزون كل منهم يعمل بأسلوبه. 

وللخروج من عنق الزجاجة هذا وإيقاف موجة هيمنة قوميات مجاورة، لا بد من خطاب عربي جامع يعيد إلى هذه الهوية قيمتها في الوجدان الشعبي العربي كمادة موحدة رفعت راية الإسلام ونشرته في أرجاء المعمورة ويمكنها أن تلمَّ ما تشتت منه، عروبة تسمو عن حزبية ضيقة وطائفية مقيتة لا تخفى خيوطها الواضحة في الخضوع للاستخدام والتحريك من قبل دول إقليمية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على وماذا عن العروبة؟

  1. الجهل والفقر من اسباب تخلف معظم دول العالم العربي والضعف السياسي يعطي الدول المتنفذة التدخل المباشر (العروبة بدون العدل مصيرها التشرذم )

التعليقات مغلقة.