التجنيد.. هل نحن في حاجة؟

تطرح بين فترة وأخرى قضية التجنيد الإلزامي للشباب، وأن الحاجة ماسة له، خصوصاً مع أخطار وتهديدات يتعرض لها الوطن.

لم تكن السعودية دولة مواجهة عسكرية مباشرة كما لم تعان حدودها من الأخطار إلا بعد غزو الكويت، من هذه الزاوية الوضع تغير بصورة حادة في الحدود الشمالية والجنوبية، والأخيرة مرتبطة بحرياً بالحدود الغربية، وهو ما يجعل المسألة أكثر إلحاحاً للنقاش الجاد من المتخصصين في الشأن العسكري، من الضرورة بحث الإيجابيات والسلبيات واتخاذ قرار يرمي إلى حفظ البلاد وزيادة طمأنينة الاستعداد، وإلى أن يتم ذلك أدعو إلى إيجاد مشروع وسط ليس هو بالتجنيد الإلزامي، ولا عدم التحرك في هذا الشأن.

الدعوة لمشروع «الانضباط الإلزامي»، يهدف المشروع إلى التربية على الانضباط واحترام الأنظمة وحقوق الآخرين وتقدير قيمة العمل وأهميته وتذوق لذة الإنتاج، ويتعدى ذلك إلى الانضباط في السلوك الأخلاقي والاستهلاك، ليس بالتلقين ومحاضرات وخطب، لأن هذا لم يحقق نتيجة معقولة طوال عقود، بل بعزلة في معسكرات تدريب، ويمكن البداية بهذا المشروع من خلال استثمار وقت العاطلين من الشباب كمرحلة أولى، تخيل لو أن «حافز» حينما بدأ اهتم بهذا بدلاً من إعانة بسيطة وانتظار هو في حقيقة الأمر تشجيع على الفراغ، ولا يعني ذلك أني أدعو لتولي وزارة العمل إدارة هذا المشروع المقترح على الإطلاق، العمل الأساسي لوزارة العمل نفسه مازال يكتنفه الغموض!

لذلك أفضل صورة متخيلة لنجاح هذا المشروع انتخاب عناصر مشهود لها بالكفاءة والانضباط من السلك العسكري وتكوين جهاز منها مع تطعيمها بتخصصات مختلفة لتقوم بالمهمة، إننا غالباً ما نردد أن المجتمع يعاني كذا وكذا، من التمادي في الاستهلاك إلى عدم تقدير العمل مع اعتماد كبير على العمالة في مختلف الحاجات، يمكن فهم الاقتراح على أنه «واحة» لعلاج الترهل وعدم الانضباط.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.