التحالف الدولي ومصالحنا

ماذا حقق التحالف الدولي ضد «داعش» من أهداف تصبُّ في مصلحتنا العربية والإسلامية؟ هذا السؤال يجب أن يطرح، وإذا قيل إن المشاركة تأتي ضمن ثبات سياسة مكافحة الإرهاب وهي جزء رئيس من استراتيجية الدول العربية، يقال نعم ولكن! «لكن» هنا تفرضها ضبابية وعدم يقين في تحقق هذا الهدف، ثم إن دولاً مثل السعودية ليست بحاجة لإثبات أنها تتصدى منذ سنوات طويلة للإرهاب وتعاني منه، وفي المشهد على الأرض يظهر أن التحالف الدولي «أشغل» «داعش» وساعد في إيقاف تمدده في العراق و«كوباني» على الحدود السورية – التركية. لكن هناك نتائج خطيرة أخرى.  في خلفية الصورة استغلت إيران هذه التحالف لتحقق على الأرض في العراق ما لم تستطع تحقيقه حتى في عهد الطائفي نوري المالكي، ومثلما تسلّمت العراق سياسياً من الاحتلال الأميركي على مراحل، تستولي على أرض بلاد الرافدين ميدانياً دفعة واحدة، مستغلة زخم التحالف ضد «داعش»، هل يخفى هذا على قيادة التحالف الأميركية؟ بالطبع لا، التنسيق معلن، النتيجة بقاء نفوذ إيران في سورية، وأهدافها التوسعية في العراق تتحقق بسرعة أكبر وأكثر رسوخاً بقوة الحديد والنار، لذلك نشاهد التطهير المذهبي والعرقي في مناطق عراقية يتصاعد من حرق المنازل ومنع النازحين من العودة إليها ليتوّج بالمجازر، تستخدم في هذه المهمة الإجرامية الميليشيات الطائفية وحتى حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، تم استجلاب الأخير ليدخل على الخط العراقي بذريعة الحرب ضد «داعش»! نجحت إيران في استغلال ما يصفه البعض بـ «أخطاء» السياسة الأميركية في المنطقة، منذ غزو أفغانستان والعراق وتالياً الحرب ضد «داعش»، هل هي أخطاء أم تجارب؟ في واقع الأمر هي أولويات السياسة الأميركية… الحرب ضد الإرهاب من دون اهتمام بنتائج كارثية ثابتة على الأرض، من يدفع الثمن هم العرب والمسلمون، السياسة الأميركية مثل طائرة حربية من دون طيار تلاحق إرهابياً فتقتل عشرات من النساء والأطفال الأبرياء وتدمّر منازلهم. لذلك فإن السؤال الذي يجب العمل عليه كيف ندفع التحالف الدولي إلى تحقيق أهدافنا أكثر مما يتحقق لإيران؟

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على التحالف الدولي ومصالحنا

  1. من يثق بالتحالف الدولي ؟
    هذا السؤال الذي يدور في الخاطر الآن
    فمن يشاهد ما يحدث يدرك ان لا شيء يصب في مصالح دول الخليج العربية !

التعليقات مغلقة.