الصحة والزيارات السرية

في أكثر من تصريح له أكد وزير الصحة الجديد أحمد الخطيب على زيارات للمستشفيات والمراكز الصحية، وأنها زيارات سرية، خلاف العزم على الزيارات لم يبرز أي مؤشر يوضح خطة الوزير الجديد لإصلاح المنظومة الصحية متردية الخدمة! والزيارات وحدها لن تحقق الغرض مهما بلغت سريتها، مع توقع أن السرية هنا صعبة التحقق حتى ولو أنشئت «إدارة سرية الزيارات الوزارية»!

لا شك في أن الحديث عن إصلاح الخدمات الصحية أسهل كثيراً من العمل عليه، خصوصاً ونحن لا نعلم الخافي في الداخل، أي ما هي العقبات الحقيقية التي تمنع الحصول على خدمة معقولة مع كل هذا الرصد من الأموال والطاقات والتجارب؟ هل هناك جهات مستفيدة تعمل على العرقلة؟ وكيف يمكن للوزير أو «الفكر الجديد» إن جاز التعبير، التغلب عليها؟

الزيارات من دون خطة واضحة معلنة لن تحقق سوى انفراجات موقتة قصيرة الأمد، ربما لا تتجاوز مدة وقت الزيارة، والذي نراه من خارج المستشفى والمركز أن الإجراءات المتبعة حالياً منذ لحظة «استقبال» المريض أو النظر في طلبه إلى حين وصوله إلى الطبيب المتخصص وصرف الدواء طويلة وملتوية، ربما في إعادة فحص هذه الخطوات لتقليصها بداية انفراج يلمسه المرضى، ثم إن الجدية والاحترافية في العمل الصحي الحكومي مفقودتان غالباً، اللا مبالاة سائدة، سينجح الوزير أحمد الخطيب إذا استطاع فصل حاجة المريض للخدمة من اضطراره إلى التذلل ودفق ماء الوجه للوصول إلى حق من حقوقه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.