كبسة وقهوة في الزحمة

ربما يأتي يوم يتناول فيه السائق مع الركاب الكبسة على مقاعد السيارة بسبب الازدحام.

وقبل سنوات قليلة قلت لمدير المرور في الرياض إن المشوار ما بين شمال وجنوب الرياض – صباحاً أو ظهراً – على الدائري الشرقي يحتاج إلى ساعة وربع واختلفنا على ربع الساعة فتنازلت عنه، ومع المرور لا بد من التنازل!، الآن أترك تقدير الوقت للقراء من سكان الرياض.

في جدة استلزم الاختناق المروري، الذي عزل شرقها عن بقية أحياء «العروس»، تدخّل الحاكم الإداري، مع أن من أقفل الطريق هم مهندسون من طرف المقاول والجهات الرسمية.

نحن بحاجة إلى إدارة أثر المشاريع على الحياة اليومية بما يكفل تيسيرها، أما المطالبة بالانتظار إلى حين الانتهاء فهو دليل عجز هندسي تخطيطي، فيه أيضاً فقدان للإحساس بمعاناة الناس، ولا تزال استراتيجية «باب تجيك منه الريح سده واستريح»، هي الوحيدة المستخدمة، حتى ولو أدت إلى اختناق.

لم يحدث حتى الآن أي تحسين للحركة المرورية يتناسب مع مشاريع فرضت تغييراً كبيراً ومكلفاً عليها، زادت التحويلات المرورية طولاً وتراجعت سعة الطرق، وعلى السائقين التعامل مع الأمر الواقع، الخطط على الورق أمر لطيف وجميل، على الطرق هي مسألة أخرى.

نقاط حرجة سبق و«حرجت» عليها هنا أكثر من مرة، ولأن غالبية الطرق الرئيسية تخضع للإنشاءات بشكل حوّل الحركة هنا وهناك إلى طرق فرعية، زاد تأثير هذه النقاط الحرجة على الحركة، اللهف على الكبسة والقهوة من النقاط الحرجة، ظهراً وليلاً تجتمع السيارات أمام أبواب المطاعم خلف بعضها البعض لتعوق الحركة، طوابير المركبات أمام محال القهوة يصل ذيلها إلى الطريق الرئيسي ليقفله.

سلوك السائق جائعاً كان أو باحثاً عن جرعة كافيين هو سلوك «العجاز»، الكل يبحث عن موقف «عند الباب»، لا شك أنه سلوك «عجازين»، لكن إذا فتحت ملف الرصيف وأحوال صحته مع المواقف ستجد المشكلة في أن التخطيط كان «تخبيط».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.