هرب العمالة وبيع شرائح

وأنت مرتاح في سيارتك تستطيع شراء شريحة جوال مجهولة الاسم! يقف الباعة إلى جوار إشارات المرور على الرصيف نهاراً في شوارع رئيسة جنوب الرياض، يحمل الواحد منهم قطعة كرتون مكتوب عليها أرقام عدة بخط عريض، تستطيع اختيار ما تشاء من أرقام مميزة! ومع كل ما نشر عن ملاحقة هذا النوع من التجارة الخطرة مازالت الشرائح تباع، وهي لم تأت من المريخ ولا زحل، بل من شركات اتصالات مرخصة، هي من أصدرت ومن تفعل خاصية الاتصال لهذه الشرائح، فمن وراء هذه التجارة؟ ومن هو المستمر في تزويد الباعة بكل هذا الكم من الشرائح؟ سؤال لا نجد إجابة عليه، ولا يبدو أن أحداً مهتم به، بدليل قدم هذا «النشاط» واستدامته.

في مواقع أخرى تتحول تجمعات سائقين أمام جامعات ومدارس ومستشفيات إلى بورصة لجمع المعلومات ومعرفة آخر أسعار السوق السوداء للعمالة المنزلية، وخصوصاً الخادمات، يجري تبادل المعلومات وتحديد المستهدفات بالإغراءات، ثم تفاجأ أسرة بهرب عاملة لديها قضت معها سنوات عدة.

لم تتأثر السوق غير الشرعية للعمالة المنزلية، التي تعتمد على تهريب العاملات وهرب السائقين، بكل الإجراءات التي قامت بها وزارتا العمل والداخلية، بل إن فشل وزارة العمل في إدارة ملف الاستقدام أسهم في تعميق هذه السوق وجعلها أكثر جذباً وربحية، فارتفاع كلفة الاستقدام مع تجفيف العرض أدى إلى رفع أسعار «نشاط» تهريب العاملات. والمواطن المتضرر هو الحلقة الأضعف، ولك أن تفكر في من هو المستفيد من هذا وذاك؟ وتخمن لماذا يستطيع الاستمرار من دون ردع؟! ومهما كانت نتيجة استنتاجك أرجو ألّا تعلق، عزيزي القارئ، على المقالة قائلاً: «لا حياة لمن تنادي»!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.