من فنون التسول!

خبرة العم سعيد في فنون التسول تراكمت من حبه لفعل الخير، اجتهاده في تقصي الحالات الإنسانية، الشك والتحقق طريقه لليقين، لا يعتمد على قول فلان أو علان، ثقة أو غير ثقة.
 سألته عن أغرب ما تعرض له من مواقف، فذكر لي أكثر من قصة، أختار لكم بعضها.
 صلى في مسجد وسط الرياض بجوار فندق فخم، بعد الصلاة، وقف شيخ كبير في السن يحمل طفلاً  عليه أعراض مرض مستعصٍ، تكلم عن حاجة ابنه لجراحة تكلف مبلغاً كبيراً، ولوّح بتقارير طبية، استوقف العم سعيد أن التقرير من مستشفى خاص معروف بأسعاره المرتفعة وعملية اليوم الواحد، قال سعيد للمتسول ألم تجد غير هذا المستشفى الغالي؟ ثم تابع… هيا قم معي أنا مستعد لدفع كلفة الجراحة الآن. أصيب المتسول بالدهشة ورفض الذهاب مطالباً بمنحه المبلغ، قائلاً: «ما فيه ثقة!»، احتد الخلاف وارتفعت الأصوات، ليصل الشحاذ إلى السب والشتم، فما كان من سعيد إلا الذهاب لإمام المسجد مطالباً باسترجاع تبرعات المصلين من هذا النصاب، وحين سمع المتسول ذلك، هرب بكيس المال تاركاً الطفل المريض.
لماذا تسمح وزارة الشؤون الإسلامية باستخدام المساجد داخلها أو على أبوابها مثل دكان مجاني للنصابين؟ الجواب الوزارة لا تسمع ولا ترى.
الحكاية الثانية أكثر طرافة اعترضته متسولتان أدخل يده في جيبه، فخرجت 50 ريالاً أعطى الأولى لحقت به الثانية بإلحاح، فتح المحفظة لم يجد سوى 12 ريالاً مدها لها، فصرخت في وجهه بغضب كيف تعطيها 50 وأنا 12 ريالاً، بوقاحة صارت المتسولة تردح في الشارع، هنا استدار العم سعيد وعيناه ترميان بشرر وبصوت مرتفع طلب استعادة المال وأصر وإلا سيبلغ الشرطة، ومع تجمع الناس خافت المتسولة فأعطته 30 ريالاً وهربت، قال سعيد ربحت 18 ريالاً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.