غرفة التخدير الأميركية!

دخلت إيران إلى الساحة العربية سياسياً وإعلامياً من باب القضية الفلسطينية، أسرف العرب في مسايرة السياسة الأميركية تجاه القضية، المفاوضات لأجل المفاوضات، والوعود ثم الوعود، وقفوا إلى جانب سلطة أبومازن، وهو إحدى أدوات التخدير في سياسته على الأقل. فشل واستمر في الفشل، كانت الجائزة الهلامية «الغربية» تصنيف هذه الدول العربية إلى دول معتدلة!

أخذت إيران قيادة الدول «غير المعتدلة» لتحضر في الساحة كعنوان «للمقاومة والممانعة» ضد الاحتلال الصهيوني وقوى «الاستكبار العالمي». استخدمت طهران العرب ضد العرب وأرضهم ميداناً للصراع حتى أحرقت بيروت لأجل خطف جنديين، مزجت طهران بين الطائفية ومقاومة إسرائيل، وتحت ستار دخان الأخيرة زادت من قوة ميليشيات الطائفة تسليحاً وتنظيماً تحت إدارة مركزية تصدر تعليماتها من طهران، مع بقاء علاقة مع تنظيم القاعدة وقيادات احتضنتهم.

الآن تعلن واشنطن عن سياستها في المنطقة بالأفعال وليس بالأقوال، في العراق وسورية كما في فلسطين المحتلة، في أرض الرافدين تحالف الشيطان الأكبر مع محور الشر، وسياسة الأرض المحروقة ضد المناطق السنية على أشدها، يناوش «داعش» ليتم حرق كل منطقة احتلها أو مر بها بنيران داعش إيرانية، مثل جاسوس يضع أجهزة بث على أهداف أرضية لطائرات تقصف وتدمر.

تستنسخ إيران تجربتها بدعم وتوافق أميركي كان مستتراً – عن عيون البعض – وظهر في العراق وسورية، ويعاد إنتاجه في اليمن، جمال بن عمر ليس إلا موظفاً في الأمم المتحدة، يأتمر بأمرها، والأخيرة أداة من أدوات السياسة الأميركية إذا لم تتمكن من تحريكها تستطيع وضع العصا في العجل

من المضحك أن تتمدد إيران وسط ما يقال إنها تحت حصار اقتصادي عالمي وعقوبات، كيف لهذه العقوبات لم تترك أثراً وهي ركعت القذافي وجعلته يدفع الغالي والنفيس؟

إن من الإيجابيات الساطعة انكشاف وتعري السياسة الأميركية في المنطقة وهي كشفت أوراقها بعد تمزق الجسد العربي، هذا يستدعي إعادة تقدير للمواقف العربية، خصوصاً تجاه القضية الفلسطينية فهي المدخل والباب وهي هاجس الدولة الصهيونية ربيبة واشنطن. في جانب آخر داخل الجسد العربي الممزق على الطامحين للسلطة والتغيير من جماعات وأحزاب أن يؤجلوا أحلامهم وتطلعاتهم، ليخففوا من أساليبهم حتى لا تستغل، فالخطر المحدق يشمل الجميع.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على غرفة التخدير الأميركية!

  1. إنها الحسابات الخاطئة المتراكمة
    وقدرك أن لا تعلم عدوك الحقيقي
    إنه من يعاديك أيديولوجيا ..
    فهذا هو العدو الذي لا يمكن أن يصبح صديقا ، بل يستحيل !

التعليقات مغلقة.