ملائكة «الزحمة»!

لا يتوقف لك أحد في الطريق، الناس منهمكة ما بين السرعة والازدحام، كلهم على عجلة فوق أربع عجلات، أما إذا أردت عبور طريق، فيجب أن تكون بلياقة عالية بدنية ونفسية. يفترض خبرة سابقة في القفز بالزانة.

طالبة الطب الهنوف حميد الجاسم لم تستطع إلا التوقف وهي ترى مصابين من حادثة مرورية في الرياض، وبحسب ما نشرت صحيفة «تواصل» أسعفت الطالبة شاباً وشقيقته، والأخيرة كانت مصابة بنزف لحين وصول فريق الهلال الأحمر الذي شكر لها عملها النبيل. في العادة لا يتوقف الرجال في الطرق للمساعدة، فكيف بالنساء!

هذه الروح الجميلة التي هرعت للنجدة من دون حسابات «للتأمين وغيره» من أوبئة الخدمة الصحية، تجاوزت عقبات ومعوقات بهدف المساعدة والإنقاذ، روح نحتاجها من الأطباء قبل غيرهم، والهنوف سطرت قدوة رائعة، فلها الشكر والتقدير، وتستحق التكريم، ولو كنت من إدارة الكلية التي تدرس بها، لجعلت من بادرتها منهجاً دراسياً وتطبيقا عملياً لما يجب أن يكون عليه الطبيب. المنشآت من جامعات وأجهزة حكومية ليست بحاجة إلى افتعال فلاشات إعلامية بفعاليات  ومهرجانات أو «تدشينات»، إنها مدعوة للتدقيق في النماذج الرائعة الموجودة في ردهاتها، لتعلي من شأنها، شريطة أن تكون حقيقية لا يدخل فيها زيف أو محسوبية وحب ظهور وترزز. هذه الفلاشات ستبقى دائمة السطوع خلاف غيرها من المفتعل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على ملائكة «الزحمة»!

  1. عبدالرحمن السويلم كتب:

    الحمد الله بان مبادرتها نابعة من ايمنها بالله كما قال تعالي ومن أحياها فكانما أحيا ألناس جميعآ . ويبقى دوركم الاعلامين بالكتابة مثل هذة المواقف ليحتذا بها

  2. هكذا المراة السعودية حين تبادر في عمل انساني أيا كان نوعه
    لا تبالي ب(الخصوصية السعودية ) التي تكبل المراة السعودية من بعض حاملي شعارات ( المراة جليسة البيت ) وليس لها القدرة علي المساهمة في مشاركة اخيها الرجل في بناء وازدهار بلدهم

التعليقات مغلقة.