مسابقة هيئة الغذاء والدواء!

أنت مدعو للمشاركة في هذه المسابقة الفريدة، والهدف التأكد من كل أنواع العصير والكولا المتوافرة في الأسواق لئلا تكون ملوثة بميكروبات، أما الجائزة فهي الحفاظ على صحتك وصحة «من تعووول».

لا شك في أن لهيئة الغذاء هدفاً سامياً ونبيلاً وعظيماً من إعلان ضبط «أكثر من 285 ألف عبوة عصير ملوثة بميكروبات في مصنع بمدينة الرياض كانت جاهزة للتوزيع على الأسواق».

من دون ذكر اسم المصنع «الكبير»، وهو شحذ هممكم ودفعكم لطرد الكسل والعجز للبحث والتقصي، في الحركة «بركة وساهر ونجم وسمة!»، أيضاً إيقاظ حواسكم من ناموسيتها الكحلية، من التذوق إلى الشمشمة، وبطونهم أيضاً لتكون كما يجب مختبرات متحركة للتحليل والكشف عن الملوث.

تعلم هيئة الغذاء والدواء اسم المصنع، لكنها لا تريد أن تخرب عليكم حلاوة المسابقة، الإثارة مهمة في هذا النوع من المسابقات الغذائية، وما دامت فرق «التهشيش» بحرف الهاء والشين من هش يهش، ضبطت داخل المصنع هذا الكم الضخم والمعد للتصريف، مؤكد أنها ضبطته على العتبة تناولته قبل المناولة، لا بد أن في الأسواق كميات أضخم، وهي مهمتك أنت ألست مواطناً صالحاً في زمن فاضح؟

لا تغضب ولا تحزن من عدم إفشاء «سر» المسابقة، مع مدتها الزمنية المفتوحة فهذا سر تركيبتها، وهي مبنية على دراسات «علمية» في المختبرات والمعامل.

أول ما باشرت هيئة الغذاء أعمالها فتحت أبواب التشهير بأسماء الشركات والمصانع المخالفة، كان – أقول كان – لها الريادة قبل وزارة التجارة، لكنها الآن تتجه اتجاهاً مغايراً، يثبت ثباتاً لا شك فيه أن الهدف الحفاظ على صحة التجارة العفنة حتى تصحح عفونتها ربما بعفونة أشد، جرب طعم العفونة ومذاقها في الأخبار ومع فرق الهشهشة، أما صحتك فهي مسؤوليتك، أيها المواطن «الصحيح». لا تقل إذا كانت هذه حال «الغذاء» فكيف هي حال «الدواء»؟.. أنت في مسابقة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على مسابقة هيئة الغذاء والدواء!

  1. صالح كتب:

    أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتكلما

التعليقات مغلقة.