العراق العربي ومحاولات العطية

يحاول السياسي العراقي الدكتور غسان العطية طرح رؤية، للنجاة بالعراق والعراقيين من لهيب الحرب الطائفية التي يزيد من إشعالها رموز طهران في العراق، ميليشيات وأحزاباً وسياسيين المعمم وغير المعمم، استثمار «داعش» لفرض الهيمنة الإيرانية.

يطرح العطية في حوارات تلفزيونية رؤيته ويشاركه فيها آخرون، أن لا سبيل أمام العراقيين سوى التحصن بعروبتهم، فهي الجامعة لهم أمام وحش التمزق الطائفي وسعي إيران لاستغلاله إلى حد ابتلاع العراق بجباله وأنهاره وحقول نفطه.

والمشكلة التي يواجهها كل مخلص مثل العطية وغيره من المفكرين العرب وشرفاء العراق، أن شعار العروبة كرابط وحاضن حقيقي له قوة التأثير، تم تجويفه وقتله من القوميين والبعثيين، استغل للوصول إلى السلطة والتحكم في رقاب الشعوب لعقود من الدكتاتورية، تم تلويثه، حتى وصلنا إلى أن «قلب العروبة النابض» كما توصف دمشق تدار من إيران الفارسية، وهي العدو اللدود للعرب. ظلمت «العروبة» وخذلت واستغلت، مثلها مثل الجهاد والإسلام رايات ترفع سعياً للتمكين من السلطة.

الوضع في العراق «عروبياً» بين فكي كماشة، في بلاد الرافدين ارتبطت وتربط قسراً بالبعث وصدام حسين حتى بعد إعدامه وانحسار البعث، وإيران وميليشياتها وقنواتها تعمل كل ما في وسعها لاستمرار بث الروح في هذه العلاقة، استخدم اجتثاث حزب البعث لاجتثاث العروبة، مثل استخدام «داعش» لاجتثاث السنة، لكن لا سبيل أمام الغيورين من العراقيين سنة وشيعة إلا هذا الجامع، وهم بحاجة إلى مساندة ودعم عربي، مع التأكد من فرز الصالح من الطالح، خصوصاً تجار السياسة والحروب الطائفية، من اللاعبين على الحبال وهم كثر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.