هل لمصانع المياه خصوصية؟

في الأمثال «رِجل الديك تجيب الديك»، في الواقع – أعزكم الله – «تبول» عامل في قارورة مياه وتصويره كشف عن الأحوال المخجلة للمصنع، ومصطلح «المصنع» هنا «يخب» على معمل تعبئة مياه حاله لا تسر الصديق.

لجنة في إدارة في وكالة بأمانة مدينة الرياض كانت نائمة، صحت بعد بلاغ لتقفل المصنع، والمقطع المصور متداول قبل البلاغ، لكن يظهر أن الموظف الحكومي لا يتحرك إلا بتوجيه، وهنا سيقع اللوم على من لم يوجه. الأصل في الرقابة منع الضرر ورفع مستوى الجودة، أما إذا أتت بشكل إطفاء حرائق ظهرت أدخنتها للعلن «قسراً» فالقيمة هنا متدنية، ودلالة على ضعف الأجهزة المعنية.

في بيان «أمانة الرياض» غاب حضور وزارة التجارة والصناعة، مع أنه – كما ذكر – «مصنع»، فهل لمصانع المياه خصوصية تبعد عنها حضور الوزارة؟ وفي بيان الأمانة غموض، إذ نص أنه «اتضح وجود مخالفات صحية عدة توجب الإغلاق»، ولم يذكرها، لكن بعض الصحف ذكرت أن المصنع بلا رخصة، وعمالة من دون شهادات صحية وغيرها، وبحسب صحيفة «سبق» فالمصنع «تضمن مخالفات عدة توضح عدم صلاحيته لأي إنتاج أو عمل غذائي أو صحي، إذ ينتشر الصدأ في جميع ماكينات التصنيع، وكذلك المخلفات في أرجائه، فضلاً على سوء تصريف المياه وارتفاع منسوبها في أرضية المصنع، وتدني مستوى النظافة بشكل عام، ووجود فتحات في الأسقف تكشف محل التصنيع وتعتبر ثغرة لدخول الجراثيم والميكروبات». انتهى الاقتباس.

ولا نعرف لماذا لم يتضمن بيان «الأمانة» المنشور في صحف أخرى هذه التفاصيل، وهي الحريصة – كما تقول – على صحتنا؟

أما الصور المنشورة فهي مفزعة، ولو اطلعت عليها وحدها من دون الخبر لتوقعت أنها من خرابة استراحة على طريق ناء. الرقابة تعني الوقاية أولاً، أما بعد فإن الحقيقة المرة أن الأجهزة الرقابية من «أمانة» و«هيئة غذاء ودواء» شهّرت بنفسها وضعفها وانتظارها صعود نجم مقطع يتداوله الناس. يستحق المواطن الذي صور وحمّل المقطع الشكر والتقدير، فهو المراقب الحقيقي، إذ أثبت أن مياهكم يرعاها موظفون في مكاتب أنيقة، وشركات كل ما فيها يلمع إلا خطوط الإنتاج والمنتجات.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.