نديم وسليم!

 لا تعتمد سياسة الكذب على ضعف ذاكرة المتلقي فقط، بل واحتقاره أيضاً، الجديد يطغى على القديم، وإذا كان السياسي مفوهاً ومعمماً، فهو لا شك سيحقق أثراً أكبر في جعل اللحظة الحاضرة هي المتسيدة، وكلما كان الشحن التحريضي متوافراً، تحول إلى دخان يغطي على أفعال وأقوال سبقت.

أطرف ما ذكره أمين حزب إيران في لبنان بعد خطاب طويل لم يترك فيه مساحة إلا ونال فيها من السعودية والسعوديين، أنه ألحقه بكذبة حين قال إنه يتمنى الخير للسعوديين! ومن الأساس وجود حزب طائفي في لبنان يتبع للخامنئي والخميني، ويرفع صوره في شوارع بيروت، يعني من دون شك أن «أمينه» لا يريد خيراً لا للسعوديين ولا العرب ولا المسلمين.

نديم قطيش الإعلامي اللبناني في برنامجه الناجح dna استدعى خطابات نصرالله السابقة، ووضعها على الشاشة مع خطاباته الجديدة، و«من فمك أدينك»، قام نديم بجمع أجزاء الصورة المتناثرة.

 وأجزم معه بأن نصرالله لن يرد على شكاوى رسمية صدرت موثقة من نوري المالكي حين كان رئيساً لوزراء العراق ضد نظام بشار الأسد بدعم تنظيم القاعدة والإرهاب في العراق، وهي اتهامات أرسلتها الحكومة العراقية آنذاك إلى الأمم المتحدة بشكوى رسمية، فترة حالكة شهدت أبشع العمليات الإرهابية، وهي فترة مسؤولة عن التأسيس لتنامي الإرهاب في المنطقة، والمتابع يتذكر أن الحدود السورية – العراقية منذ الاحتلال الأميركي لبلاد الرافدين كانت معبراً منظماً للعمليات الإرهابية في العراق، كابوس الحقيقة هذا لا يريد نصرالله تذكره، لأنه يفضح من استخدم ويستخدم الإرهاب.

ومع تاريخ الاغتيالات الدامي للإعلاميين والصحافيين وكذا السياسيين في لبنان، أنصح الإعلامي نديم قطيش بالحيطة والحذر، وليتذكر مصير الصحافي اللبناني سليم اللوزي، حين خطف في بيروت وبعد أيام وجد مقتولاً برصاص فجر دماغه، ورميت جثته في الأحراش، أذيبت يده اليمنى بحامض الكبريت بعد سلخها من الكوع وغرست أقلام الحبر في أحشائه، إرهاب ممانع قديم متجدد.

 

 

 

asuwayed@

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.