«ثقافة» التعصب الرياضي

أين كانت بداية تشكّل جذور التعصب الرياضي بصورته الحاضرة الفاقعة؟

سؤال مهم، والإجابة ليست بالأمر الصعب، مع الأخذ في الاعتبار بطبيعة المنافسات الرياضية «الاحتكاكية» وخصوصاً كرة القدم، كان التعصب الرياضي موجوداً في مدرجات الملاعب ومحصوراً في مشاحنات كلامية قد لا تنتهي إلا بمشاجرات عند أبواب الخروج من الملاعب، لكنها محدودة، وربما تجد في بعض الأحياء وعلى جدران المنازل عبارات تعصب ضد هذا النادي أو ذاك ومشجعيه.

كان هذا من زمن، لكنه انتقل ببطء وصمت رسمي إلى صفحات الرياضة في الصحف المحلية، وجدت إدارات هذه الصحف أن الإثارة الصحافية الرياضية – ولو شابها التعصب – وسيلة ترويجية، فانقسمت الصحف بين صفحات تؤيد هذا النادي وأخرى تؤيد النادي المنافس، والغرض بيع أكبر عدد من النسخ، ومن التأييد إلى استهداف النادي المنافس ولاعبيه وإدارته وجد المتعصبون بيئة مثالية للنمو.

كل هذا تم أمام عيون وزارة الإعلام و«رئاسات تحرير» الصحف، ورئاسة الشباب، وتردد في دهاليز الصحافة عموماً أن المجال الصحافي الرياضي هو المجال الوحيد للتنفيس، وفيه يمكن ما لا يمكن في مجال غيره.

استفحل الأمر مع هطول الفضائيات وجلسات التحليلات، أصبح استثارة شخص بمكالمة هاتفية عنواناً للنجاح والشهرة وتالياً التصفيق.

تحول التعصب الرياضي إلى أسلوب حياة لدى البعض، ووسيلة كسب شهرة لدى آخرين، و«اتّسع الشق على الراقع»، لأن الإسراف في التغاضي ساعد في تشكيل ثقافة أشبه ما تكون بثقافة حزبية تحت عباءة الرياضة والأندية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على «ثقافة» التعصب الرياضي

  1. إبراهيم العبدالله كتب:

    تمنيت يا استاذ عبدالعزيز لو اكملت مقالك المختصر والرائع في نفس الوقت وذكرت ان ذروة التعصب لوحظت بما يسمونها عودة النصر للبطولات.
    وازعم ان رمزهم غفر الله لجميع اموات المسلمين هو من مؤسسي التعصب و العنصرية والتكتل إن لم يكن كبيرهم وله أقوال في هذا الشأن لا زالت ترددها الجماهير مثل اطلاقة لقب (ابن الاب العقيم وشعارة شعار اسرائيل) وهو يقصد لهلال وكأن اسرائيل هي مخترعة ومحتكرة لـ اللون الأزرق أو قوله .. (لو حضر سيارة الجوازات لتمرين الاتحاد لهرب الجميع) في إشارة انهم غير سعوديي الجنسية ويحاول ابنه الذي تم ايقافه عن الظهور الاعلامي مؤخرا الاستمرار على نهج والده فقال في التلفزيون السعودي عن جستنية انه “طرش بحر”.
    أي متابع يعرف أن الأعلام النصراوي هو رائد في هذا المجال (التعصب) بل وحتى (العنصرية) والشواهد كثيرة.

التعليقات مغلقة.