يا الله السلامة

بعد فترة زمنية لن تطول أتوقع أن يتغير النظام المروري في بلادنا، خصوصاً في العاصمة، سيتحول إلى نظام مختلط، أميركي إنكليزي، سائق يلزم اليمين وآخر يلتزم اليسار، كلاهما يعتقد أنه على حق وبحسب التساهيل والشطارة، وعندها ستحقق طرفة كنا نتداولها من زمن بداية تعلمنا قيادة السيارات، تقول الطرفة إن سائقين في الصحراء الفسيحة اصطدما بسيارتيهما وجهاً لوجه، احتج أحدهما وقال غاضباً «ما تشوف إشارتي لك بمساحات المطر!؟.. يا تروح يمين يا تروح يسار».

إدارة المرور لدينا تحولت إلى إدارة مناسبات، أما حراسة الأنظمة وفرض تطبيقها، فلم يعد لها ذكر حتى يخيل إليّ أنها تغيرت ونحن لا نعلم، استخدام الإشارة يكاد ينقرض، والتجاوز من اليمين حتى في الطرق الطويلة صار عادة، ونحن في سباق محموم يومياً، وشركات التأمين والورش تحقق الأرباح، ولا أتوقع أن تغيّر هذا المقالة أو عشر مثلها شيئاً، لكنها من باب التنفيس، ويتداول أن المملكة الأولى عالمياً في عدد الوفيات جراء الحوادث المرورية، ويبدو أن هذا لا يهم أحداً من باب «الحي أبقى من الميت»! ولست أعلم ما هي العلة في عدم القدرة على إصلاح جهاز المرور ليتطور مثل غيره، مثل الجوازات والأحوال المدنية على سبيل المثال، ويبدو لي أن الاسم الذي أطلق على نظام مخالفة السرعة وقطع الإشارة في بعض النقاط، أي «ساهر» أعطى انطباعاً وهمياً بأن هناك من يسهر على انضباط الحركة المرورية!! والمشكلة أنه في كل يوم ينتقل جزء ممكن كان يحترم النظام إلى الجزء الذي يضرب بالنظام عرض وطول الحائط، وكل يوم يصبح حل المشكلة أكثر تعقيداً، خصوصاً وأننا نقرأ عن شركات ستقوم وتقعد ولا نرى ضوءاً في نهاية الأفق، كأني بجهاز المرور يقف على خطوط إنشاء القطارات ينتظر الفرج معنا، مع أنني لا أتوقع أن يغير هذا من الأمر شيئاً، لأن الأصل والأساس أي الانضباط هو المفقود.

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على يا الله السلامة

  1. لو حكينا يا ابو احمد =نبتدي من اين الحكاية
    مشكله نبدأ بموضوع = وبداياته نهايه

التعليقات مغلقة.