دع الاستشارة لنا واستمتع بالمنصب

أرسل إليّ صديق من رجال الأعمال صورة دعوة وصلته من الغرفة التجارية لحضور ورشة عمل عنوانها «تطوير آلية إصدار تأشيرات العمل»، إلى هنا والمسألة عادية، لكن مربط الفرس أن وزارة العمل كلفت شركة «بوسطن كونسلتينج جروب» بعقد هذه الورشة! لتحديد التحديات الرئيسية التي يواجهها القطاع الخاص و… «الاطلاع على المرئيات والاقتراحات، ولمزيد من التنسيق يمكنكم الاتصال بالأستاذ أندريه..».

وأظن والله أعلم أن هذا «العاصوف» الذهني من بقايا مرحلة المهندس عادل فقيه، إذ أكثر من بيوت الاستشارة وقلاعها والمستشارين منذ توليه وزارة العمل، وأتوقع أن ينقل هذه التجربة العاصفة إلى وزارة التخطيط والاقتصاد، وهي مجال رحب للاستشارة ومزيد من الاستشارة لزوم الاستشارة أعلاه، النتائج فيها – التخطيط والاقتصاد – لن تطفو على السطح بسرعة كما حصل في مخرجات وزارة العمل.

وما دام العمل الحكومي لا يقيّم بشكل فصلي من جهات مستقلة تصحح الاتجاه وتخفف من سلبيات التجارب، سنبقى من يد مستشار إلى يد آخر، وكلما كان اسم الشركة عابراً للبحار والمحيطات كان الوقع أكثر رنيناً.

خرج وزير العمل السابق من وزارة العمل ووضع الاستقدام في أسوأ حالاته، على السطح تطفو أحوال العمالة المنزلية، لكن تحته بقليل منشآت صغيرة ومتوسطة خرجت من السوق وهي فقاعة من ضمن حزمة فقاعات العمل الكثيرة. ولكل فقاعة مستشار ينعم بالتحليق فوقها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على دع الاستشارة لنا واستمتع بالمنصب

  1. ابو احمد، اسعد الله اوقاتك بالمسرات
    من يوم عرفنا انفسنا وحنا شدوا يا قوم انزلوا ياقوم.

التعليقات مغلقة.