تخليص غير المتطرف من المتطرف

المهمة الجليلة التي ينبغي علينا العمل عليها بجد واجتهاد، ومن دون ملل أو سأم، هي تخليص غير المتطرف من سطوة المتطرف، لأن هذا الأخير إذا ترك له الحبل على الغارب سيحول في الغالب آخرين من غير المتطرفين قسراً إلى الاصطفاف معه أو ضده لينشأ تطرف مضاد. إذا نجحنا في ذلك سيتم حصر المتطرفين في عددهم الحقيقي، ومن ثم نبذهم من المجتمع.

وهنا يجب التفريق بين ما يحدث داخل البلاد وما يحدث خارجها. ما يحدث في الداخل من واجبنا إصلاحه وتهذيبه أو ردعه، أما ما يحدث في الخارج من استفزازات طائفية تصل إلينا عبر وسائل الإعلام والتواصل فيمكن التعامل معها بحكمة وروية، خصوصاً إذا ما تأملنا في أهدافها البعيدة المدى، هذا في جانب الكلام الذي يتعرض للمعتقدات أو يسخر منها، أما في جانب الأحداث من قتل وترويع طائفي يحدث في دول الجوار فهي مهمة الحكومات، وهذه الأخيرة من واجبها الحضور النوعي في المشهد السياسي للتعبير عن رفض هذه الجرائم، والعمل من خلال الأدوات الإقليمية والدولية على إيقافها وتجريم مرتكبيها.

هذا الحضور السياسي سيعبر عن مجموع الداخل تجاه ما يحدث حوله من ظلم يقع على أهل طائفته، فلا يستخدم مثل هذا الظلم من متطرف للتغذية أو للاستفزاز.

ولا شك في أن هذا كان بالأمس ممكناً أكثر منه اليوم نتيجة للأحداث المأسوية المتلاحقة من حولنا، وتغول إيران وسعيها المستمر للهيمنة بدعم غربي مستتر، لكن هذا لا يمكن مواجهته إلا بالعمل على سد الشقوق، ورص الوحدة الوطنية بكل مكوناتها.

ومن اشتغل على الطائفية لا يتردد في الاشتغال على استخدام الإرهاب.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.