عمال للتسول المنظم

لماذا لا تتابع الظواهر منذ بداياتها؟ كان من اللافت أن بعض عمال النظافة يحرصون على العمل حول مواقع محددة، إما مطاعم أو أجهزة صراف وإشارات مرور وفي الوقت نفسه قد يتسول البعض منهم بعد مبادرته بالسلام على المارة، حدث هذا ويحدث منذ سنوات، والناس ترى المسألة عادية لانخفاض دخل العامل، ولم تهتم جهة مثل الشؤون الاجتماعية أو الشرطة بفحص الظاهرة للتأكد هل هي تصرفات فردية أم أن وراءها عملاً منظماً، في حائل اكتشفت الشرطة أن مراقباً لعمال شركة نظافة يجبر العمالة على التسول عن طريق فرض رسوم على العامل يتم تحديدها بحسب موقع العمل في شهر رمضان، هناك مواقع تدر دخلاً ومواقع أقل، وبحسب ما نشرته صحيفة «الحياة» الأحد الكشف تم بعد اعتراف أحد العمالة بأن المراقب جمع العمال وعددهم 195 عاملاً قبل رمضان، وأعطاهم التعليمات ومن يرفض يبعد إلى مواقع هامشية من حيث «الدخل» المتوقع.

والأسلوب نفسه هو ما تستخدمه عصابات التسول في التمركز، قضية حائل يفترض أن تفتح العيون الرسمية على هذه الظاهرة، فالمتوقع أن هذه الممارسات أسلوب يعمل به في أكثر من مدينة ومحافظة ونحن لا ندري، ومع التباطؤ في التدقيق على التحويلات العمالية وعدم الاهتمام الفعال بظاهرة التسول بين الشؤون الاجتماعية والشرطة، يجعلنا نتوقع أن هذا الأسلوب منتشر خصوصاً والعمالة تتبادل الخبرات في التعامل مع المجتمع، وعمالة النظافة يجمعون بين أنهم في الغالب جدد على البلاد بمعنى أن إدارتهم تستطيع التحكم بهم لدرجة كبيرة من حيث الإخضاع والتطويع، فهل نرى عملاً منظماً للكشف عن مدى انتشار مثل هذه الأساليب، بما فيها من ظلم للعمالة وجمع غير شرعي للأموال، أم يترك الأمر للصدفة.

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على عمال للتسول المنظم

  1. سليمان الذويخ كتب:

    التعليق :
    “فالمتوقع أن هذه الممارسات أسلوب يعمل به في أكثر من مدينة ومحافظة ونحن لا ندري”.
    طبعا لا ندري ولا نريد أن ندري وما فيه داعي ندري !!
    سبب الجملة أعلاه اننا مجتمع يرثى له
    كأني بالتناقض لم يخلق إلا لنا
    تستغفلنا خشاش الأرض
    لو ابديت رأيك بالتسول .. لوجدت من ينفج في وجهك ويقول :
    يا اخي تراهم مسلمين .. ومن هالحكي !
    أنا ايضا لا أدري عن من يردد كلمة : تراهم مسلمين ليبرر لهم جرائمهم وأخطاءهم ..
    من يردد هذه .. هل نسي اننا مسلمين أيضا !؟؟؟
    وهل اسلامهم يبرر لهم هذه الممارسات ؟!
    صحيح ان وراءها مافيا للتكسب ،
    والمراقب الذي وجد في حائل .. ليس فريد عصره ولا فريد الأطرش
    بل نحن الطرشاء عن أمثاله في الرياض وفي جدة وفي غيرها
    التسول يا صاحبي ممنهج !
    له مدارس مثل مدارس الفنون التشكيلية في فلورنسا
    له تخصصات و دهاليز معظمها قائم على سطوة طرف مثل المراقب
    أما من أين استمد هذا المراقب سطوته
    فتعال لأهمس لك ..
    انه من مواطن دنيء نفس يأخذ عقد النظافة ويختص نفسه بحظ الأسد ويترك الباقي ” الطفسة ” للمؤسسة لتدبر امرها
    الرواتب من التسول .. والمصروفات الأخرى : مواد التنظيف فهي من مواد تشترى بربع السعر لإنتهاء مدة صلاحيتها أو أنها أوشكت .. ولأنها من مواد رخيصة ومقلدة في الغالب !
    تحية لك

التعليقات مغلقة.