«التكييف» والتكيف

أيسر الوسائل لخفض استهلاك الطاقة مطالبة المستهلكين بخفضها على افتراض أنهم يبالغون في الاستهلاك، بمعنى أنهم يستهلكون أكثر من حاجتهم، وقد يكون ذلك صحيحاً نسبياً ولشريحة معينة عالية الاستهلاك، إلا أن الوسائل لمجموع كل المستهلكين أوسع وأعمق من ذلك، ومن الأدوات المتيسرة أيضاً رفع الرسوم، لكن آثاره الاقتصادية والاجتماعية غير الحميدة تدفع إلى إعادة التفكير والتأني في اتخاذ مثل هذا القرار.
ولأننا نبدأ متأخرين نبحث عن أسرع الحلول لمواجهة تفاقم مشكلة، وأتذكر أني منذ زمن أطالب بشرط استخدام العوازل في بناء الوحدات السكنية، واستلزم الأمر سنوات طويلة حتى يصدر قرار ملزم، ثم تم اكتشاف سوء منتجات عوازل محلية! وأعلى استهلاك للطاقة يأتي من أجهزة التكييف كما تقول التقارير الرسمية، وكان جزء من المسؤولية يقع على سوء الواردات من هذه الأجهزة، وهي مسؤولية جهاز حكومي متراخ مع تفشي إهمال تجار للمواصفات، بحثاً عن الأرباح الكبيرة في هذا وغيره من الواردات.
نحن في حاجة إلى أفكار مختلفة تنبع من البيئة وتتكيف معها فللأسمنت والإسفلت دور كبير في تصاعد درجات الحرارة، تتضافر معهما عوادم السيارات والمكيفات، في دوامة زيادة الحاجة إلى استهلاك الطاق، لذلك لا بد من التنويع في حلول الوقاية، وأيضاً في تشجيع الجمهور على استخدام مصادر الطاقة المتجددة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.