لا دولة للسنّة في العراق!

تتوالى التأكيدات الرسمية أن العراق الذي نعرفه دولة موحدة تضم العديد من الأعراق والطوائف والمذاهب، أصبح في ذمة التاريخ.

التأكيدات تأتي من المسؤولين الأكراد في كردستان العراق، وكذلك الأميركيين وآخرهم كان قائد الجيش الأميركي، إذ أشار بصراحة إلى أن السنة لا يملكون الموارد الكافية لإقامة دولة خاصة بهم، «… ما سيكون عبئاً على الحكومة الموحدة، إن تم تشكيلها». وأوضح أن «الشيعة والأكراد أكثر تجهيزاً بكثير من السنة»، انتهى.

وخلص إلى أن العراق سينـــقسم أو يقسّم إلى دولتين شيعية وكردية، ونلاحظ أن الأولى دولة لطائفة والثانية دولة لقومـية، وخـــرج السنــة «والعــرب أيضاً» من الغزو الديموقراطي الأميركي بلا كيان ولا مستقبل، فلا مكان لهم هنا ولا هناك.

والمسؤولية في المقام الأول، تقع على الحكومتين الأميركية والبريطانية الغازيتين للعراق، اللتين حطمتا الدولة العراقية الحديثة، فأين سيذهب العراقيون السنّة، مع ساسة منهم انخرطوا في المشروع الأميركي – الإيراني وفشلوا في تحقيق الحد الأدنى من حقوق ناخبيهم في مسرحية الديموقراطية الأميركية في بغداد، فأصبحوا نازحين في بلادهم يحتاجون الى من يكفلهم!

هل ستقدم واشنطن تذاكر سفر لمن لا دولة لهم؟ أم ستقدم قوارب هجرة غير شرعية؟ هذا الكلام الخطر لم يجد من يرد عليه ولا من يدينه من العرب. حتى جامعة الدول العربية التي يفترض أنها معنية «بالدول العربية»، لم تطلق تصريحاً صغيراً، والعرب ممن لديهم علاقات معتبرة مع حكومة بغداد آثروا الصمت أيضاً، إن من واجب ساسة العرب ومنظماتهم بعد هذه التصريحات والوقائع على الأرض في بلاد الرافدين، عدم الصمت، بل عليهم واجب العمل، خصوصاً أن الأميركي يقول: «دولة شيعية»، لم يقل عربية، أي أن لا مكان فيها لغير الشيعة، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة «بتوافق مع إيران»، تقوم بطريقة غير مباشرة بأكبر عملية تشييع بالإخضاع والإذعان في التاريخ الإسلامي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.